يسترجع الشعب الفلسطيني ذكرى وعد بلفور المشؤوم وكله إصرار على مواصلة النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي لاسترجاع أراضيه المسلوبة في الوقت الذي يواجه اليوم تحديات كبرى لا تقل خطورة لاسيما ما يعرف ب صفقة القرن الأمريكية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية. وما زالت تداعيات وعد بلفور المشؤوم الذي أعطاه وزير خارجية بريطانيا آنذاك، آرثر جيمس بلفور، عام 1917، لإنشاء كيان اسرائيلي على أرض فلسطين، ماثلة حيث تزايدت معاناة الفلسطينيين وتعمقت مأساتهم يوما بعد يوم بسبب هذا القرار غير القانوني والمخالف لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، ولمبادئ حقوق الإنسان، حيث لا زالوا يتعرضون لأبشع عمليات القتل والتهجير والتدمير وسلب الأرض والمقدسات والهوية والتراث على طريق إنهاء ما تبقى من عدالة قضيتهم. وبعد أكثر من قرن من الزمان لا يزال يشكل وعد بلفور جريمة العصر، وأوجد أكبر مظلمة تاريخية ما زالت قائمة من خلال الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على الأرض الفلسطينية، فضلا عن أزمة اللاجئين الفلسطينيين المشردين والمشتتين خارج ديارهم في مخيمات اللجوء والذين ينتظرون نصرة المجتمع الدولي لهم، ورفع الظلم التاريخي عنهم من خلال عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948طبقا لما ورد في القرار 194. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد أبو هولي، شعبنا الفلسطيني سيواصل نضاله المشروع ومقاومته الشعبية في كل المجالات ضد صفقة القرن الأميركية والمشاريع التصفوية التي تستهدف حقوقه وثوابته الوطنية، وشعبنا الفلسطيني سيحبط كل المؤامرات . وأضاف ما أقدمت بريطانيا على تمريره قبل 103 أعوام عبر بلفور لن يستكمل على أيدي الإدارة الأمريكية عبر صفقة القرن وسيدافع الشعب الفلسطيني عن قراره الوطني المستقل مهما كانت الأثمان والتضحيات . وطالب أبو هولي بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور، والاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 67 بعاصمتها القدس، وتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني، ونصرة قضيته العادلة، باعتبارها الدولة الأولى المسؤولة عن مأساته، تعويضا عن جريمتها التي ما زالت تداعياتها قائمة . بدورها، قالت حركة حماس وعد بلفور الغادر الذي أسس لمأساة القرن، وأوجد أكبر مظلمة تاريخية ما زالت قائمة، هو وعد باطل منذ إطلاقه، وسرقة للتاريخ، ولحقوق شعبنا، وبريطانيا من تتحمل، إلى جانب الاحتلال وأعوانه، الكوارث والمآسي التي حلت بشعبنا بسببه، وعليها تصحيح جريمتها التاريخية . وأكدت حماس في بيان صحفي على أن مسار الوحدة الوطنية ووحدة الكلمة الفلسطينية في هذه المرحلة العصيبة الخطيرة هي خيار استراتيجي، وسلاح نمتشقه لمواجهة هذه المؤامرات والتصدي لكل محاولات شرعنة الاحتلال ومنح وجوده في الشرق الأوسط صفة الطبيعي . وشددت الحركة على أن المقاومة بكل أشكالها من الشعبية وحتى المسلحة خيارا مشروعا أثبت جدواه، ولا تراجع عنه لاسترداد حق شعبنا المسلوب وكنس الاحتلال ، مؤكدة على حق عودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها وتعويضهم عن سنوات الهجرة والحرمان، وإن هذا حق ثابت ومشروع لا يسقط بالتقادم . وحيت حركة حماس جماهير الشعب الفلسطيني في القدس وقطاع غزة والضفة الغربية وأراضي 48 والشتات والمنافي على صمودها وثباتها وتصديها لكل المؤامرات والمخططات التي تهدف إلى تصفية حقوقنا الوطنية، بداية من وعد بلفور المشؤوم، وصولا إلى صفقة القرن وانعكاساتها المرفوضة . من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن الشعب الفلسطيني سيظل متمسكا بأرضه، منغرسا فيها، لأنه صاحب الحق في فلسطين كل فلسطين، ولن تزحزحه كل محاولات الاقتلاع والتشريد والتقسيم والضم والسرقة . وأكدت الحركة على أن ما أُخذ بالقوة لا ولن يسترد إلا بالقوة، وأن الحق لا يسقط بالتقادم، والأجيال والقوى والفصائل الفلسطينية ومعها كل أحرار العالم سيواصلون المقاومة والصمود على هذه الأرض حتى يرحل الإحتلال عن فلسطين ويعيد الأرض إلى أهلها، رغم أنفه . وقالت حركة الجهاد الاسلامي في بيان صحفي كان تصريح بلفور المشؤوم ولم يزل اليوم الأكثر قتامة في تاريخ الشعب الفلسطيني ...ولا زالت تداعياته الكارثية تلقي بظلالها على الشعب الفلسطيني المكلوم، الذي تعرض لمئات المجازر منذ ذلك الوعد الأسود وحتى يومنا هذا، راح ضحيتها عشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى والمشردين . وشددت الحركة على أن تصريح بلفور المشؤوم خطيئة كبيرة تتناقض مع كل القوانين والأعراف الدولية، و على بريطانيا أن تتدارك هذه الجريمة، وتعتذر للشعب الفلسطيني عما لحق به كنتيجة لتلك الجريمة الكبرى التي لحقت بالشعب الفلسطيني . + الجامعة العربية تطالب بريطانيا بتصحيح خطأها التاريخي هذا وجددت جامعة الدول العربية أمس مطالبتها لبريطانيا في ذكرى وعد بلفور المشؤوم ب تصحيح خطأها التاريخي والاعتراف بالدولة الفلسطينية والضغط على إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال، لوقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وإنهاء احتلالها لأرض فلسطين. وأكدت الجامعة العربية- في بيان لها صادر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة - على أن السلام الشامل والعادل والدائم له طريق واحد، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمقررات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية . وقال البيان إن ذكرى وعد بلفور التي توافق يوم إصدار وزير خارجية بريطانيا آنداك أرثر بلفور، تصريحه المشؤوم بإقامة كيان يهودي على أرض فلسطين العربية والذي صدر في مثل هذا اليوم عام 1917 ليشكل بداية مأساة القرن التي حلت بالشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق، والذي نتج عنه نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه . واعتبر أن هذا التصريح الباطل الذي أصدره من لا يملك لمن لا يستحق يبقى جرحا غائرا في الضمير الإنساني، لما تسبب به من نكبة الشعب الفلسطيني، واستمرار حرمانه من حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية . وأكدت الجامعة العربية دعمها الكامل والمستمر للشعب الفلسطيني، ووقوفها إلى جانبه في نضاله العادل والمشروع ، معربة عن إدانتها لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته وممارساته، وعملية الاستيطان الذي يمثل جريمة حرب وفقا للقانون الدولي، بالإضافة إلى التهويد والضم واستمرار الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة لما يزيد على 13 عاما، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته لتدمير مقومات الحياة للشعب الفلسطيني، وتدنيس مقدساته الإسلامية والمسيحية . وذكر البيان أن مواصلة هذه الجرائم والانتهاكات، تعد شاهدا على عجز المجتمع الدولي عن القيام بواجباته وتحمل مسؤولياته في الوقوف بوجه العدوان والاحتلال، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وإلزام الاحتلال بالانصياع لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ، بما يضع حدا للاحتلال ويمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .