مرت أمس، الذكرى المائة وواحد المشؤومة لوعد بلفور، الذي منحت بموجبه بريطانيا الاستعمارية الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين التاريخية. ❊م م وكان نتاج هذا الوعد البريطاني الذي حمل اسم وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور، في الثاني نوفمبر عام 1917، وعده بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين العربية والذي تكرس بإعلان قيام ما يسمى «دولة إسرائيل» في الخامس عشر من ماي عام 1948، على حساب شعب فلسطين وأرضه، قامت على إثره عصابات صهيونية عنصرية باقتراف مجازر وفظائع وعمليات تطهير عرقي، ونهب ضد الفلسطينيين تم بمقتضاها هدم أكثر من خمسمائة قرية وتهجير سكانها وتحويل كبريات المدن الفلسطينية إلى مدن يهودية كان من نتيجتها ظهور مآساة اللاجئين الفلسطينيين التي مازالت قائمة إلى حد الآن زادتها عمقا سياسة الاستيطان التي ابتلعت ما تبقى من الأراضي الفلسطينية. وفي رفض فلسطيني لسياسة الأمر الواقع الإسرائيلي واصل المتظاهرون في قطاع غزّة أمس، المشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار» التي تزامنت مع الذكرى السنوية ال 101 ل»وعد بلفور. وأكدت «الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار لها التزامها بالنهج السلمي لفعاليات «جمعة إسقاط وعد بلفور» التي تشهدها المنطقة الشرقية في قطاع غزّة، داعية المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، والشتات إلى مشاركة شعبية واسعة في فعاليات سلمية للمطالبة بإسقاط هذا الوعد «حفاظا على الحقوق الوطنية ووحدة الدم والمصير المشترك». وطالبت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أمس، المملكة المتحدة بتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني على كل ما جلبه لهم «وعد بلفور» الذي مهد لإقامة الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين التاريخية عبر تمكينها من عودة اللاجئين الذين هجروا من أرضهم الأصلية وتعويضهم عما لحق بهم، ودعم حقهم في الحرية والاستقلال. وأكدت جامعة الدول العربية، أن ذكرى وعد بلفور «ستبقى جرحا غائرا بالذاكرة والوعي والضمير الإنساني كعنوان لمظلمة القرن» تنبعث بذكراها، إرادة التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل واليقين بحتمية رفع الظلم عنه وإنهاء معاناته واستعادته لكافة حقوقه المشروعة الثابتة في أرضه ووطنه بتقرير مصيره وإقامة دولته المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية. ويصر الفلسطينيون على حتمية اعتراف المملكة المتحدة بخطئها التاريخي والمسؤولية التي تقع عليها والتي يتعين تصحيحها عبر الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع جوان عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.