أعرب السيناتور ورئيس لجنة الدفاع والامن بالكونغرس الأمريكي جيمس إنهوف، عن قلقه الشديد ازاء تطورات الوضع في منطقة الكركرات في أقصى الجنوب الغربي للصحراء الغربية، مؤكدا أن تظاهر الصحراويين سلميا بهذه المنطقة هو رد على خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار وعلى الثغرة غير القانونية. وقدم رئيس لجنة الدفاع والأمن بالكونغرس الأمريكي إحاطة عن مسار القضية الصحراوية بمختلف جوانبها ووضعية الشعب الصحراوي الذي ينتظر تقرير مصيره وتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في أفريقيا. وتطرق السناتور الجمهوري جيمس إنهوف في عرض تاريخي للنزاع في الصحراء الغربية لما تشهده منطقة الكركرات منذ ال 21 أكتوبر الماضي بعد تشييد فعاليات المجتمع المدني الصحراوي لمخيم احتجاجي ضد استغلال المغرب للثغرة غير القانونية في جدار العار أقصى جنوب غرب الصحراء الغربية. وذكرت وكالة الانباء الصحراوية (واص) ومؤسسة نشطاء للإعلام وحقوق الانسان، أن جيمس إنهوف وخلال شرحه لتطورات الوضع أشار لخريطة تم تثبيتها بالقاعة لمنطقة الكركرات وموقع الثغرة غير القانونية، واصفا المنطقة بأنها تقع بين حدود الصحراء الغربية وموريتانيا وتبعد كثيرا عن الحدود المغربية القانونية، قائلا كما ترون بوضوح في هذه الخريطة، تقع الكركرات في الجنوب الغربي – بين موريتانيا والصحراء الغربية وبعيدا عن الحدود مع المغرب . ووصف الوضع بالكركرات بانه مقلق ويتطلب من الأممالمتحدة إرسال فريق إلى المنطقة للوقوف على انتهاك المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار الساري بين طرفي النزاع. وأضاف جيمس إنهوف خلال مداخلته - وفق ذات المصادر- أن المغرب حاول مرارا استخدام الطريق في هذه المنطقة الكركرات لنقل البضائع ، واصفا ما يقوم به المغرب أنه انتهاك لاتفاقية الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار. في الأسبوع الماضي، بينما كان معظم العالم يركز على انتخاباتنا والنتائج المعلقة، كان هناك إجراء مهم للغاية يجري في الصحراء الغربية هكذا بدأ السيناتور الجمهوري جيمس إنهوف خطابه في مجلس الشيوخ الأمريكي في عرض تاريخي عن الصراع في الصحراء الغربية وخاصة ما يحدث هذه الأيام في منطقة الكركرات. وأكد السيناتور الأمريكي أن المغرب اختار هذه اللحظة، ربما عن قصد، لتهديد المحتجين المدنيين الصحراويين في أرضهم. وقال أن المغرب أصر على مطالبته غير القانونية بالصحراء الغربية وبعد مغادرة إسبانيا، ضم المغرب الأراضي الصحراوية بالقوة مؤكدا ان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أعلنت رسميا من قبل البوليساريو، دافعت عن حقوقها المشروعة وأرضها هذا في سياق تاريخي. كما أضاف قائلا أنه وإلى جانب حرمان الشعب الصحراوي من حقه في الحرية وتقرير المصير، تحاول الحكومة المغربية في سباق مع الزمن فرض تواجدها بالقوة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الصحراوية التي سبق وأن غزتها بالقوة والسلاح، ونهب الموارد الطبيعية من التعدين غير القانوني والصيد بطريقة غير مشروعة في مياه الصحراء الغربية وواصل قائلا بدلا من الاعتراف بحقهم في الاحتجاج، أثار المغرب مرة أخرى دعوة لحمل السلاح وهدد بسحق الاحتجاجات المشروعة. وعلق المسؤول الأمريكي على خطاب ملك المغرب الأخير، بأنه دعوة لتصعيد واضح عندما قرر إرسال قوات عسكرية للمنطقة. وخلص السناتور إلى أن مسألة الصحراء الغربية تحتاج إلى تكثيف الجهود وفرض تطبيق القانون لإثبات قيم الحرية والديمقراطية التي ندافع عنها ولتصل أيضا إلى الصحراويين الذين انتظروها طويلا وبما فيه الكفاية ، مضيفا أن كل الأطراف الدولية متفقة على موقف واحد داعم لجهود الأممالمتحدة بما في ذلك الاتحاد الأفريقي الذي يتألف من 55 دولة عضو والاتحاد الأوروبي الذي قضت أعلى سلطة قضائية فيه (محكمة العدل الأوروبية) بأن الصحراء الغربية ليست جزءا من المغرب وأنه لا يمكن لاتفاقيات اقتصادية للاتحاد الأوروبي أن تشمل الصحراء الغربية . + البوليساريو لم ولن تقبل بمصادرة حق الشعب الصحراوي بدوره أكد ابي بشراي البشير عضو الأمانة الوطنية في جبهة البوليساريو ان القضية الصحراوية تمر بمرحلة مفصلية اما العودة إلى مسار التسوية في شكله الاصلي او الذهاب إلى خيارات أخرى الجميع يعرفها مشددا على أن البوليساريو لم ولن تقبل بمصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وخلال نزوله ضيفا على البرنامج الحواري (وجها لوجه) الذي تبثه قناة فراس 24 الناطقة باللغة العربية بعنوان هل ينهار اتفاق وقف إطلاق النار في ضوء التطورات الأخيرة جدد ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا والاتحاد الأوروبي على أن الجبهة تسعى في النهاية إلى الامتثال الى المخطط الاصلي والاتفاق الوحيد الذي وقع بين طرفي النزاع تحت رعاية الاممالمتحدة والذي يقضي بتنظيم استفتاء تقرير المصير. وبعد أن ذكر بأن الاستفتاء يبقى الخيار الوحيد الذي يسعى الشعب الصحراوي لتحقيقه، شدد مرة أخرى على أن مصادرة إرادة الشعب للظفر بهذا الحق لم ولن تقبلها البوليساريو ولا الشعب الصحراوي لا بالأمس ولا اليوم ولا غدا مهما كلف الثمن . كما نفى الدبلوماسي الصحراوي، ان تكون الحكومة الصحراوية قد زجت بعناصرها العسكرية في المنطقة العازلة مذكرا ان الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي ابدى على الدوام احترامه لوقف إطلاق النار. وعاد في حواره مع القناة الفرنسية ليوضح ما يجري في منطقة الكركرات ويضعه في سياقه الحقيقي مبرزا أنه في إطار السياق العام للأوضاع فان الشعب الصحراوي سئم من فشل الاممالمتحدة وخاصة ما يتعلق بعثتها المينوسو في إنجاز الحد الأدنى من مهمتها الاصلية وانحراف المسار عن سكته الاصلية التي كان يفترض ان يفضي إلى تنظيم استفتاء تقرير المصير وبعد 30 سنة لازالت فيه حقوقه تنتهك وثرواته وخيراته الطبيعية تنهب على مسمع ومرأى من بعثتها المينورسو التي لا تقوم بأدنى مجهود لحمايتها. ويرى السيد ابي بشراي ان ثغرة الكركرات تختزل الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وحالة الانسداد الحالية في مسار التسوية وتختزل أيضا خرق المغرب لوقف إطلاق النا، مبرزا انها ليست المرة الأولى التي ينتهك فيها الاحتلال هذا الاتفاق الذي كان عرضة سنة 2016 للانهيار. وذكر في السياق بأن الثغرة غير الشرعية التي أقامها المحتل المغربي في الجدار العسكري العازل بالكركرات لم تكن مذكورة أصلا في الإتفاق التكميلي الموقع بين الطرفين المغرب وجبهة البوليساريو بإشراف الاممالمتحدة وبعثة المينورسو سنة 1997 وبالتالي فهي خرق للوضع القائم وهي ايضا السلاح الذي تم استخدامها من طرف المغرب في عملية النهب المحموم للثروات الصحراء الغربية. وبناء على ما تقدم يمكن فهم سبب خروج المتظاهرين المدنيين السلميين من المجتمع المدني الصحراوي الذين عبروا من خلال مبادراتهم الذاتية عن حالة الاحباط المتراكم طيلة هذه السنوات. وبعد أن بلغ جبهة البوليساريو أنباء من العديد من الجهات وحتى من قبل الاممالمتحدة التي كشفت عن اعتزام المغرب الزج بجنود بلباس مدني من أجل فتح الثغرة أمام النقل والمرور أكدت الحكومة وتواصل التأكيد على أنها لن تتردد لحظة واحدة في حماية مواطنيها المتظاهرين بشكل سلمي والذي يكفله القانون الدولي في أرضهم. كما أعرب ممثل الجبهة عن أمله ف ان لا يعيد المغرب الوقوع في الخطأ الكبير وارتكاب نفس الحماقة التي دفعت بانفجار الاوضاع عقب تصريحات العاهل المغربي سنة 1975 بعد استصغار قدرة الشعب الصحراوي على القتال والصمود، وهو ما كلف الشعب الصحراوي والمغربي والمنطقة جمعاء تكلفة باهظة.