طالب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأمريكي ،جيمس إنهوف، بتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي دون تأخير، منددا بحرمان هذا الأخير من حقه في الحرية وسط استمرار المغرب في نهب أكبر قدر ممكن لموارده الطبيعية. في تدخله يوم الثلاثاء أمام أعضاء المجلس، تناول السيناتور الأمريكي حيثيات القضية الصحراوية وتطوراتها وبالخصوص ما يجري بمنطقة الكركرات في أقصى الجنوب الغربي للصحراء الغربية، حيث استغرب صمت الأممالمتحدة أمام التصرفات المغربية بالمنطقة وتهديدها للمسالمين الصحراويين بالسلاح. وأوضح أن انتهاك المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار الساري بين طرفي النزاع واستخدامه غير القانوني للثغرة بالكركرات، سبب خروج الصحراويين في مظاهرات سلمية ، وبدلا من الاعتراف بحقهم في الاحتجاج ، أثار المغرب مرة أخرى دعوة لحمل السلاح والتهديد بسحق هذه الاحتجاجات المشروعة. وأشار في هذا المقام الى خطاب العاهل المغربي منذ أيام وما تضمنه من لغة التعنت إلى جانب الأنباء عن إرسال قوات عسكرية إلى المنطقة في "تصعيد واضح" مؤكدا ان ذلك ليست بمشكلة جديدة لان المغرب يحاول استخدام قضية الكركرات بشكل غير قانوني لفترة طويلة. من جانب أخر حذر السيد جيمس إنهوف ،من حالة الجمود التي تخيم على مسار التسوية الاممية للقضية الصحراوية والتي "تفيد المغرب وتضر بقضية الاستقلال" . واعتبر أن المغرب يصعد الوضع مرة أخرى للمطالبة بالمزيد من الأراضي والموارد الصحراوية. وذكر في هذا الصدد بان بلاده شجعت في العام 2017 الأممالمتحدة على إرسال فريق فني إلى الكركرات ، الامر الذي قبله الصحراويون ورفضه المغرب لأنه لا يريد أن ينكشف أمره. عدة أسئلة طرحها المتحدث في هذا الشأن : أين هي الأممالمتحدة وكيف يمكن لبعثتها التسامح بصمت مع انتهاكات المغرب لسنوات، واكد انه حان الوقت " لإجبار المغرب على الالتزام باتفاق وقف اطلاق النار الذي مضى عليه 30 عاما وإجراء الاستفتاء". "ليس في غضون عام ، ولا خلال ثلاث سنوات، نحن بحاجة إلى اتخاذ خطوات لإجراء استفتاء لتقرير المصير الآن، فالمغرب سيواصل التصعيد ، إذا ما ترك بلا رادع" -يضيف ذات المسؤول - محذرا في الوقت نفسه من تبعات ذلك في المخاطرة "بالعودة إلى زمن الصراع المفتوح". وبعد أن ناشد الأممالمتحدة بتكثيف الجهود الآن لحل القضية الصحراوية وفرض اتفاقيتها الخاصة بتنظيم استفتاء تقرير المصير استطرد بالقول " يحتاج العالم إلى إثبات أننا جميعا ندافع عن قيمنا للحرية والديمقراطية من خلال توسيع هذه القيم إلى الصحراويين الذين انتظروا طويلا وبما فيه الكفاية". وابرز اتفاق الجميع على ذلك كالاتحاد الاتحاد الأفريقي، الذي يتألف من 55 دولة عضو ومعظم أعضاء المجموعة الأوروبية الذين يدعمون جهود الأممالمتحدة الى جانب ما قضت به محكمة العدل الأوروبية بأن الصحراء الغربية ليست جزءا من المغرب وعلى عدم إدراج الأراضي الصحراوية ضمن الاتفاقيات الاقتصادية بين المغرب والاتحاد الأوروبي . اقرأ أيضا : رئيس لجنة الدفاع بالكونغرس الأمريكي: المغرب خرق اتفاق وقف إطلاق النار بالكركرات المغرب يدفع ملايين الدولارات لجماعات الضغط في واشنطن والى جانب حرمان الشعب الصحراوي من حقه في الحرية وتقرير المصير ، تناول رئيس لجنة الدفاع ،جيم إينهوف ، في حديثه الى الكونغرس ، عمليات السرقة والنهب المغربية الواسعة للثروات الطبيعية للصحراء الغربية ومحاولته نهب أكبر قدر ممكن منها . وقال "إنهم يسرقون موارد الصحراويين الطبيعية ، ويقومون بالتعدين غير القانوني وبيع المعادن الهامة وخاصة الفوسفات، إنهم يصطادون بطريقة غير مشروعة في مياه الصحراء الغربية". وهنا طرح جيمس إنهوف سؤال رد على الفور عليه بخصوص كيفية استغلال المغرب لعائدات سرقته لهذه الثروات ، وأكد انه يمول بها جماعات الضغط بواشنطن التي تستخدمها ك " JPC Strategies و Thirdcircle و Neale Creek " ، وذلك بمتوسط ??يزيد عن مليون دولار كل عام من أجل "إقناع العالم بأنهم أبرياء وشيطنة الشعب الصحراوي" ، مستطردا "انهم يريدون منا أن ننسى حقوق الإنسان للصحراويين". وطالب الأممالمتحدة بإرسال فريق إلى الكركرات للوقوف على انتهاك المغرب لاتفاقية وقف اطلاق النار واستعادة الثقة بها والتمكن بعدها "من إحراز تقدم حقيقي نحو التوصل إلى استفتاء لتقرير المصير وفق ما نص عليه اتفاق وقف اطلاق النار بين الجانبين عام 1991 والذي انشأت بموجبه بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو". وادان عضو الكونغرس الأمريكي استمرار المغرب في التنصل من التزاماته حيال الشعب الصحراوي الذي يمضي سنوات طويلة في اللجوء بعد أن أجبر أبناءه على ترك منازلهم في انتظار حل قضيتهم ، مشيرا الى زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين عام 2019 مكنته من الوقوف "وبوضوح على إصرارهم وأملهم" . وينضم الصوت الأمريكي المعبر عنه من طرف ،جيمس إنهوف ، لعديد الاصوات الدولية المطالبة بضرورة الاسراع في إيجاد تسوية عاجلة للنزاع في الصحراء الغربية، حيث تعالت مؤخرا العديد من الاصوات داخل جلسة لمجلس الامن الدولي مطالبة بضرورة التعجيل في تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء الغربية، من أجل المحافظة على الزخم السياسي الذي تحقق خلال الأشهر الماضية ومحذرة من التداعيات الخطيرة لحالة الجمود الراهنة. يجدر الذكر ، بأن الرئيس الصحراوي, الأمين العام لجبهة البوليساريو, ابراهيم غالي, ابدى مؤخرا ، وهو يهنئ الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن، أملا في انخراط الولاياتالمتحدة بشكل فعال في الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سريع وسلمي ودائم لقضية إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية على أساس ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وطالب بممارسة كل الضغوط الدبلوماسية اللازمة لكي تتمكن الأممالمتحدة من استئناف تنفيذ خطة السلام دون مزيد من التأخير من خلال السماح للشعب الصحراوي بالتعبير الحر والحقيقي عن إرادته ودون أي قيود أو معوقات.