تعتبر وفاء بن فرحات نموذجا لامرأة جزائرية مثابرة اقتحمت مجال الطاقات المتجددة من خلال فتح مكتب للدراسات الرقمية والهندسية بالأغواط، ومساهمتها في مختلف المشاريع المتعلقة بهذا المجال الطاقوي الحديث. وتعد أول امرأة تخوض هذا النوع من الخدمات ذات الصلة بالطاقات المتجددة في الجزائر بعد أن تحصلت على الاعتماد الذي مكنها من المشاركة في مختلف المشاريع المتعلقة بالطاقة الشمسية و الطاقات المتجددة والبديلة الأخرى، كما ذكرت ويقوم هذا المكتب الذي فتح في أبريل 2018، بدراسة و متابعة و إنجاز المشاريع التي لها علاقة باستخدام الطاقات المتجددة، حيث يجري دراسة ميدانية من أجل اختيار المواقع المناسبة لتركيب الألواح الشمسية داخل محيط المشروع، إضافة إلى اختيار أماكن وضع مراوح إنتاج الطاقة عن طريق الرياح مع مراعاة الاتجاهات المناسبة لضمان إنتاج أكبر، مثلما شرحت المتحدثة. وقد سبق أن اشتغلت السيدة بن فرحات مع محافظة الغابات بالولاية ضمن مشاريع تزويد مناطق الظل بالطاقة الشمسية. كما يساهم المكتب في إعداد دراسات رقمية لمشاريع عن طريق الأرضية الرقمية لممتهني الطاقات المتجددة، حيث ساهم في عديد المشاريع على المستوى العالمي، كما أشارت وفاء.ويشارك المكتب أيضا في التظاهرات العلمية التي تنظمها جامعة عمار ثليجي بالأغواط للتعريف بتخصص الطاقات المتجددة وامتيازاتها، كما يستقبل كل سنة طلبة جامعيين في إطار التربص الميداني في هذا التخصص.ويتعاون المكتب كذلك مع المؤسسات الصغيرة و الناشئة من خلال إعداد دراسات و تزويدها بالطاقة المتجددة ومساعدتها من خلال وضع رزنامة زمنية تدفع من خلالها المؤسسة المستحقات والرسوم في آجال متوسطة و طويلة المدى في إطار سعي المكتب لمساعدة هذه المؤسسات. وأوضحت بن فرحات صاحبة 28 ربيعا، خريجة جامعة عمار ثليجي بالأغواط في تخصص تكنولوجيا فرع الطاقات المتجددة، أن ميولها لهذا الميدان وتعلقها بالتكنولوجيات الحديثة هو ما حفزها لإقتحامه، إضافة إلى التوجه العالمي الجديد نحو الطاقات المتجددة الذي أصبح يتخلى تدريجيا عن الطاقات التقليدية وهي طاقات زائلة. وذكرت أن ما دفعها كذلك لخوض هذا المجال توفر بيئة تطبيقية من أجل استكمال دراساتها العليا في الجانب النظري، معتبرة أن الطاقات المتجددة بيئة خصبة للبحث العلمي و التطوير الذاتي . وأكدت في ذات السياق أنها تسعى بكل جهد من أجل وضع بصمتها في إحدى براءات الاختراع مستقبلا من أجل ترقية مسارها العلمي وتشريف الجزائر.وأشارت أنها مهتمة جدا بموضوع المحافظة على البيئة، و هذا ما دفعها، كما قالت لاختيار هذا المجال العلمي، مؤكدة قناعتها أن الطاقات المتجددة في الدول المتقدمة والنامية في طريقها لأن تصبح بديلاً عن الطاقة الأحفورية.وأوضحت في نفس الفكرة أيضا أن الدول المتقدمة تعمل جاهدة لتكون مساهمة هذه الطاقات في إنتاج الطاقة الكهربائية من أكبر ما يمكن وذلك بغرض حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة .وترى أن التنمية المستدامة تمنح فرص عمل جديدة، وتستقطب الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة والتي تتمثل في الرياح والطاقة الشمسية وغيرها، والتي بدورها، كما شرحت ، تخفض من معدلات انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى المؤثرة سلبا على المحيط البشري، والأنشطة الاقتصادية والإنتاجية والخدماتية التي تعتبر أساس نمو ونهوض الاقتصاد.وأكدت أن الطاقات المتجددة تضمن حماية صحة الإنسان والمحافظة على البيئة وتساعد على تحسين المعيشة باعتبارها إحدى الطاقات النظيفة والخالية من النفايات والتلوث، وهي تؤدي دوراً هاماً في الحد من الإنبعاثات الغازية والحرارية الضارة وعواقبها الخطيرة. ضرورة استخدام الطاقات المتجددة لمواجهة الحاجيات المستقبلية المتزايدة وأعربت بن فرحات عن أملها في أن تعزز الدولة جهودها بخصوص تطوير برامج الطاقات المتجددة في الجزائر خاصة و أن هذا التوجه، يأتي حسبها في صلب السياسات والخطط التي تنتهجها الدول المتقدمة لمواجهة الطلب على الطاقة مستقبلا بما يساعد على تلبية متطلبات النمو السكاني، ونوعية الحياة الجديدة للإنسان، وكذا حاجيات الازدهار الصناعي.وحثت في هذا الصدد، على تكثيف وتطوير مخططات استخدام الطاقات المتجددة لمواكبة التطور الهائل الذي يشهده هذا المجال، وما تحمله تلك الطاقات المتجددة من امتيازات متعددة، إضافة إلى جدواها الاقتصادية الكبيرة، داعية بالمناسبة المواطنين إلى استعمال هذا المورد الطاقوي الجديد.وبرأي ذات المتحدثة أن هذه العوامل كفيلة بالمضي قدما نحو خيار الطاقات المتجددة واستغلالها بما يساعد على تحسين المعيشة للمواطن وأيضا تطوير النشاط الصناعي والإنتاجي.وذكرت بن فرحات أنها كعنصر نسوي لم تخش يوما اقتحام هذا المجال الطاقوي الحديث، والذي كان في الماضي القريب حكرا على الرجال .وأشارت في ذات السياق أنها قاومت كافة الظروف من أجل بلوغ أهدافها، وتطمح إلى تحقيق مزيد من المساهمة في تطوير هذا المجال في الجزائر الذي تعتبره مستقبلها الحقيقي .