استفادت ولاية غرداية، مؤخرا، من مشروع طاقوي هام يخصّ إنجاز وحدة مركزية مصغّرة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، حيث شرع مركز تطوير الطاقات المتجددة بالمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، في إعداد الدراسة التقنية الخاصة بإنجاز هذا المرفق العلمي الطاقوي، الذي يُعدّ أول محطة مصغّرة للاستثمار في طاقة الشمس بالمنطقة. وعلمت "المساء" من مديرية البيئة بغرداية، أن الشروع الطاقوي الاستراتيجي بالولاية الذي تشرف عليه كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والبيئة والطاقات المتجددة، يُعد وحدة مركزية مصغّرة لاستغلال الطاقة الشمسية بالمنطقة بالنظر إلى الخصائص البيئية والمناخية التي تتوفر عليها الولاية وضواحيها بحكم طابعها الصحراوي المشمس على طول النهار، وهو ما يجعل هذه الولاية وما جاورها قطبا هاما بامتياز للاستثمار في هذا النوع من الطاقات المتجددة والنظيفة. ويهدف هذا المشروع الذي تشتغل على تطويره مديرية وحدة البحث التطبيقي في الطاقات المتجددة بالولاية، إلى التحكم أكثر في استغلال مجمل التقنيات الحديثة المعمول بها في هذا المجال الطاقوي الحسّاس، والاستفادة من الخبرات والتجارب والبحوث العلمية والتطبيقية من قبل الخبراء والمختصين والمهندسين الطاقويين عبر هذا المشروع، في تطوير وترقية نشاطات الاستثمار في هذا التخصص العلمي المهم. كما يسعى القائمون على قطاع الطاقات المتجددة بغرداية عبر هذه المنشأة العلمية، إلى إنشاء أول وحدة مركزية مصغّرة لتحويل الطاقة الشمسية وإنتاج الكهرباء على المديين المتوسط والبعيد، مع السّعي للحصول على نموذج أولي في استغلال طاقة الشمس، للتمكن من القيام بكافة الدراسات والبحوث المتعلقة بهذا التخصّص العلمي، الذي يشكل مستقبل الاستثمار الطاقوي البديل للمحروقات. ويرمي هذا التوجه الريادي من خلال المشروع المذكور، إلى إبراز فعالية مثل هذه المنشآت ومحطات تحويل الطاقة الشمسية في رفع وتيرة إنتاج الكهرباء والعمل على تدارك المشاكل والمعوقات التي تواجه إنتاج الطاقة الكهربائية، خاصة فيما يتعلق بالتحويل والتوزيع وتفادي الانقطاعات المتكررة، لاسيما بالولاية والمنطقة الجنوبية للوطن بصفة عامة. وتعكف وحدة البحث التطبيقي في الطاقات المتجددة المشرفة على تجسيد هذه الوحدة المركزية الطاقوية، على مباشرة الدراسة التقنية الخاصة بكل الخصائص التقنية والعلمية لهذه الأخيرة، لكونها منشأة مركزية تشكل النواة الرئيسة المزوّدة لمراكز إنتاج الكهرباء بالولايات المجاورة لاحقا، لتفادي العجز المسجل ببعض محطات التوليد، على غرار ولاية الأغواط التي تسعى هي الأخرى جاهدة لمواكبة هذه الديناميكية الطاقوية الهامة. يُذكر أن إدراج إنجاز هذه الوحدة بولاية غرداية، جاء بعد استشارة خبراء ومهندسي الطاقة ومديرية مركز تطوير الطاقات المتجددة بالولاية، الذين أكدوا على ملاءمة المنطقة لاستغلال نشاط تحويل الطاقة الشمسية، ومن ثم إنتاج الكهرباء التي تُستغل كطاقة رئيسة في شتى الميادين والمجالات الحيوية. ❊م.أجاوت