توّج فريق اتحاد الجزائر أمس بالكأس ال49 في تاريخ مواجهات المنافسة، وبالكأس الثامنة في تاريخه، وذلك بعد تغلبه بنتيجة هدف لصفر على الجار والغريم مولودية العاصمة. ونشط لاعبو الفريقين المباراة تحت ضغط بسيكولوجي كبير، لما تحمله هاته من دلالات كبيرة، حيث لعبوا نهائي السيدة الكأس، وبين فريقين جارين خصمين تكتسي المباراة بينهما أهمية كبيرة، وهو ما يفسر البطاقات الصفراء الكثيرة التي أخرجها الحكم الدولي جمال حيمودي طيلة عمر المباراة.
تفوّق تكتيكي لكوربيس
وقد سير لاعبو الاتحاد المباراة بطريقة ناجحة، بعد تسجيلهم للهدف الأول في الدقيقة ال 14 من الشوط الأول، كما تغلب مدرب الاتحاد الفرنسي رولان كوربيس تكتيكيا على مدرب المولودية جمال مناد، حيث سيطر لاعبو الاتحاد على وسط الميدان طيلة المقابلة في الشوط الأول، وسيروا المباراة بنجاح في الشوط الثاني. ولم يتمكن لاعبو مولودية العاصمة من تعديل الكفة بالرغم من المحاولات العديدة التي ضيعوها في الشوط الثاني، وطغى على المباراة الاندفاع البدني، والتسرع، من جانب مولودية العاصمة، فيما كانت تشكيلة سوسطارة تسيّر المباراة خطوة بخطوة، ودقيقة بدقيقة.
هدف صاروخي يضع حدا لهيمنة المولودية
وخطف اتحاد العاصمة الكأس بهدف صاروخي أحرزه مختار بن موسى من ركلة حرة في الدقيقة 18 من أحداث الشوط الأول. ولم يحضر النهائي الرئيس عبد العزيز بوتفليفة، وهي المرة الأولى التي لا يحضر فيها الرئيس نهائي كأس الجزائر منذ توليه السلطة عام 1999، وذلك بسبب إجرائه بعض الفحوصات الطبية، وأناب الوزير الأول - رئيس الوزراء- عبد الملك سلال الذي سلم الكأس إلى فريق الاتحاد. بهذا اللقب رفع اتحاد العاصمة رصيده من ألقاب كأس الجزائر إلى العدد 8 متساويا بنفس الرصيد مع نادي وفاق سطيف الذي يحمل نفس العدد من الألقاب، وهو الأعلي بين باقي الفرق.
مباراة سريعة ومثيرة
المباراة جاءت سريعة ومثيرة بين الفريقين، وشهدت ندية وتكافؤا شديدين، وأستحقت بحق أن تكون نهائي بطولة كأس الجزائر، ويدين إتحاد العاصمة بفضل كبير في هذا اللقب والفوز إلى حارس مرماه محمد لامين زماموش الذي ذاد عن مرماه ببراعة وتصدى لأكثر من فرصة تهديف محققة أمام مهاجمي المولودية، ومن أمامه لاعبي خط الدفاع، في حين افتقد مولودية الجزائر التركيز والهدوء، فعلي الرغم من سيطرة لاعبيه أغلب الفترات وسنحت لهم أكثر من فرصة تهديفية، أهدرت كلها. البداية جاءت في غاية السرعة والقوة، وكان واضحا اعتماد الفريقين على التمريرات السريعة الطولية، والتسديدات القوية من خارج حدود منطقة الجزاء، وكانت أخطر فرصة للمولودية عن طريق الحاج بوقاش الذي سدد رمية صاروخية كان لها زماموش بالمرصاد وأخرجها إلى ركنية ببراعة. وعلى الجهة المقابلة أتيحت أيضا لاتحاد العاصمة فرصة خطيرة عن طريق نور الدين دهام من عرضية جهة اليسار لعبها مباشرة نحو المرمى، لكن الحارس المخضرم فوزي شاوشي تصدى لها وحال دون اهتزاز شباكه.
حاولت المولودية تعديل النتيجة بكل الطرق قبل نهاية الشوط الاول، وشدد هجومها على مرمى زماموش حارس إتحاد العاصمة، وتأتّى لمهاجميه العديد من الفرص ولكن الإستعجال والتسرع، وإستبسال مدافعي وحارس الإتحاد حال دون تسجيلهم هدف التعادل.
الشوط الثاني تحول إلى وتيرة واحدة، هجوم متواصل ومتعجل من المولودية، ودفاع وإستبسال من الإتحاد الذي تخلى لاعبوه عن أداء دورهم الهجومي، وتمركزهم بشكل مكثف في نصف ملعبهم، مع محاولات الإعتماد على بعض الهجمات المرتدة السريعة. وأهدر مهاجمو المولودية مصطفى جاليط وبوڤاش العديد من الفرص شبه المحققه، وسط إستبسال وكفاح كبيرين من جميع لاعبي إتحاد العاصمة، لتنتهي المباراة بفوزهم بالكأس الغالية. والتحق اتحاد العاصمة بوفاق سطيف حيث بات يحوز كل منهما 8 تتويجات خاصة بكأس الجمهورية، كما طرد فريق الأحمر والأسود «نحس» مولودية الجزائر التي حرمته من تذوّق حلاوة الكأس في 4 نهائيات والأمر يتعلّق بطبعات 1971 و1973 و2006 و2007، بينما خسر «العميد» أول نهائي كأس الجمهورية بعدما حصد 6 تتويجات. وعاد الفريق من بعيد، حيث لم يحرز أي تتويج منذ عام 2005 تاريخ نيله لقب البطولة الوطنية. وبشأن التقنيين، إفتك الإطار الفني الفرنسي رولان كوربيس - الذي يقود الإتحاد - أول تتويج في مشواره التدريبي، فيما خسر جمال مناد من «العميد» ثاني نهائي له، بعد نسخة 2012 حينما كان يمسك بالزمام الفني لشباب بلوزداد. وقد عرفت معاقل أنصار الاتحاد احتفالات صاخبة امتدت حتى الصباح.