يشهد إنتاج الحليب وجمعه والزراعة المحمية وتوسيع غراسة الأشجار المثمرة مثل المشمش والزيتون تطورا ملحوظا بولاية المسيلة، التي أصبحت تحتل المراتب الأولى على المستوى الوطني في بعض هذه الشعب الفلاحية. وفي هذا الصدد، أوضح مدير القطاع، عز الدين بولفراخ، أنه في مجال الزراعات المحمية تضاعف عدد البيوت البلاستيكية التي كان عددها أقل من 50 بيتا في 2001، ليقفز إلى 600 بيت بلاستيكي حاليا، وأشار المسؤول إلى أن هذا العدد مرشح للارتفاع بالنظر إلى عديد العوامل المحفزة منها تشجيع الدولة لهذا النوع من الزراعة وكذا الموقع الإستراتيجي لولاية المسيلة إضافة إلى كون هذه الزراعة لا تتطلب كميات كبيرة من المياه. وتتركز الزراعة المحمية حاليا بجنوب ولاية المسيلة لكون سكان هذه المناطق لديهم دراية بهذه الزراعة مقارنة بولاية بسكرة، وقد أدى تطور هذه الزراعة إلى بروز مستثمرات عائلية بأقصى جنوب الولاية وبقرى وأرياف جد نائية. وبالنظر لمردوديتها الإنتاجية والمالية الملموسة، تشكل الزراعة المحمية أولوية القطاع بهذه الولاية حيث يتم السعي الى أن يبلغ عدد البيوت البلاستيكية في آفاق 2014 ما لا يقل عن 2000 بيت بلاستيكي. ارتفاع عدد الأبقار الحلوب إلى 30 ألف رأس ارتفعت الكمية المجمعة من الحليب إلى 20 مليون، وفيما يتعلق بشعبة الحليب، فإن وجود وحدة للتحويل ممثلة في ملبنة الحضنة التي دخلت حيز الخدمة في 2003 سمح بتوسع تربية الأبقار الحلوب التي ارتفع عددها إلى 30 ألف رأس في الوقت الحالي بعد أن كان أقل من 8 آلاف بقرة في 2003، واستنادا للمصدر، فإن مجموع هذه الأبقار تمون وحدة تحويل الحليب على مستوى عاصمة ولاية المسيلة بما لا يقل عن 20 مليون لتر سنويا بما مجموعه أكثر من 50 مليون لتر حليب تشكل توقعات الإنتاج السنوي لولاية المسيلة، وقد ارتفعت الكمية المجمعة من الحليب إلى 20 مليون في الوقت الحالي بعد أن كانت تقل عن 3 ملايين في 2008. كما يتوقع أن تزيد إلى ما لا يقل عن 30 مليون لتر في آفاق السنتين المقبلتين، وأضاف المسؤول أن إنتاج الحليب بولاية المسيلة يمكن من استحداث ما لا يقل عن 5 آلاف منصب شغل خلال السنة، مشيرا إلى أن كميات أخرى من الحليب توجه نحو التحويل في ولايات مجاورة على غرار بجاية وباتنة، وفي ما يتعلق بغرس الأشجار المثمرة يحتل المشمش المرتبة الأولى وطنيا من حيث المساحات المغروسة التي تصل إلى 8 آلاف هكتار تنتج سنويا 600 ألف قنطار فضلا عن غرس الزيتون على مساحة إجمالية تجاوزت في الوقت الراهن 9 آلاف هكتار حيث يبلغ إنتاج الولاية من الزيتون 750 ألف قنطار و مليون ونصف مليون لتر من الزيت. ويشير مسؤولو القطاع الى إشكالية عدم توفر اليد العاملة الخاصة بجني الزيتون، مما أدى إلى عدم التقاط كميات هامة من الزيتون خصوصا في المزارع البعيدة عن القرى والتجمعات السكانية ومقرات البلديات، كما أوضح المصدر. من جهة أخرى، أن زراعة الجزر بولاية المسيلة عرفت نموا كبيرا مما أهلها لتكون رائدة وطنيا بكمية إنتاج تجاوزت واحد مليون قنطار من مختلف أنواع الجزر حيث تمكن عمليات قلع الجزر من استحداث ما لا يقل عن 8 آلاف منصب شغل مؤقت لفائدة سكان قرى وأرياف ولاية المسيلة.