هدد 4 آلاف عامل بمراكز البريد، بشل جميع المكاتب على المستوى الوطني بعد انقضاء شهر رمضان، على خلفية عدم التزام إدارة مؤسسة بريد الجزائر والوزارة الوصية، بالتزاماتها تجاه العديد من الفئات العمالية، حيث اتهمتها بالتماطل والتأخر في تجسيد وتنفيذ الوعود التي أطلقتها خلال عدة أشهر على أن يتم تسوية جميع الانشغالات المهنية المرفوعة خلال الأشهر الماضية، واعتبر العمال وما تم التصريح به فيما يخص هذا الملف أنه يبقى على مستوى الإعلام فقط وليس على مستوى الواقع الفعلي للعمال. وأكد مراد نقاش رئيس النقابة المستقلة لعمال البريد «سناباب» قيد التأسيس التي ينضوي تحت لوائها أكثر من 4000 عامل عبر كامل التراب الوطني، أن المجلس الوطني الذي سيتم عقده بعد الشهر الفضيل من شأنه أن يحدد كيفية القيام بالحركة الاحتجاجية، ورجح المتحدث أن يكون الإضراب هو الخيار الأمثل للضغط على الوصاية لتلبية المطالب، بعد أن تماطلت المؤسسة على حد قوله في الوفاء بوعودها التي أطلقتها على العمال خلال إضراب جانفي من هذا العام. وقال المتحدث أن العديد من عمال البريد يعيشون حالة من الغليان هذه الأيام على خلفية عدم تلبية المؤسسة للمطالب المهنية على غرار الأجور بالأثر الرجعي منذ عام 2008، مشيرا أنه ورغم تأكيدات المؤسسة في قيامها بتسوية ملف العديد من العمال، إلا أن الأمر حسبه مجرد ذر رماد في العيون خلال كل هذه الفترة المنصرمة. كما دعا المتحدث إلى تفعيل لجنة التحقيق الخاصة بتسيير الموارد البشرية على مستوى المؤسسة والتي توقفت منذ سنة 2003 على حد قوله، موضحا أن هذه اللجنة مصنفة من بين المطالب الأولية التي يجب على المؤسسة أخذها بعين الاعتبار من أجل التحقيق في مواد مؤسسة بريد الجزائر مع العديد من المطالب، على غرار منحة المشاركة في الناتج لهذه السنة والتي لم يتحصل عليها العمال إلى حد الساعة. وعرج محدثنا إلى ملف أصحاب عقود ما قبل التشغيل الذين يعملون بمكاتب البريد عبر كامل التراب الوطني ورغم ان الوزارة فصلت في القضية، إلا أنه اعتبر أن العديد من العمال وبعد انتهائهم من عقد العمل لثلاث سنوات يجدون أنفسهم في الشارع بين أحضان البطالة، ودعا نقاش إلى إعادة إدماجهم والابتعاد عن ظاهرة استغلالهم دون ضمان منصب قار وحقيقي داخل مكاتب البريد. وللإشارة فقد أوضحت وزارة بن حمادي خلال الإضراب الذي دام 14 يوما خلال العام الماضي، أنها ستتكفل بجميع هذه المطالب خلال فترات زمنية قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى.