قبل حلول عيد الأضحى بأيام، أصبح ما يعرف بسوق الملابس القديمة «البالة» والمعروفة عند عامة الجزائرين ب«الشيفون»، هذه الأيام وكل نقاط البيع بولاية المسيلة قبلة للمواطنين، خاصة منهم اصحاب الدخل الضعيف والمحدود، الذين أصبحت وجهتهم هذه الأسواق خاصة الأسبوعية منها خلال هذه الأيام وحتى ميسوري الحال أصبحوا يرتادون هذه الأسواق للبحث عن الماركات العالمية ونوعيات غير مقلدة من ملابس نسائية وبذلات رجال وملابس أطفال، على حد قولهم، على الرغم من خطورتها الصحية. ويرجعون الأسباب لارتفاع أسعار الملابس الجديدة وغياب المنتوج المحلي فتح الباب واسعا لكي تنتعش تجارة الملابس القديمة فالملاحظ أن طلاب المدارس وربات البيوت والموظفين محدودي الدخل على وجه الخصوص هم زبائن هذه الأسواق التي تزداد انتشارا كل سنة والسبب المباشر هو ارتفاع مستوى المعيشة يؤكد بعض سكان الولاية، أين أصبح المواطن مغلوب على أمره، فالأمهات من لديهم من 4 إلى 06 أطفال، لاسيما إذا كانوا تلاميذ في مراحل الأطوار الثلاثة من التعليم، يصطدمون بارتفاع أسعار الملابس ولا يستطيعون توفير جميع احتياجات الأبناء فراتب الزوج محدود ولا يكفي إلا للمعيشة ولا يمكن شراء ملابس جديدة ويبقى ملابس " البالة " الحل المناسب في الوقت الراهن على الرغم من الخطورة الصحية التي تنجر عليها أمور صحية معقدة مع مرور الوقت. فالمتجول في الأسواق الأسبوعية ومحلات الشيفون يلاحظ انه حتى الأغنياء أصبحوا يقصدون هذه الأسواق ووجهتهم المفضّلة «الشيفون» حجتهم في ذلك جودتها وملائمة لأذواقهم ومسايرة للموضة، فلا فرق بين فقير وميسور الحال غير مبالين على ما يشاع عما تحمله هذه الملابس من أمراض والغريب في الأمر أن إقبال المتسوقين على شراء حتى الملابس الداخلية والأحذية والمحافظ المدرسية والأحذية الجلدية وحتى القبعات رغم تحذير أخصائي الأمراض الجلدية وخطورة اقتناء هذا النوع من الملابس لما لا يشكّل ارتداءه من نتائج سلبية تضر بالصحة العامة وتؤدي إلى استيطان أمراض غير معروفة سابقا كون اغلب التجار يهمهم الربح السريع ولا تهمهم صحة الزبون الذي يبقى ضحية الوضع القائم وهو ما قد يكون سببا كافيا لتنقل بعض الأمراض الجلدية المنتقلة قد يؤدي بالمصاب بهذه الأمراض لمدة علاج قد تتجاوز السنة في ظل الانتشار الواسع لأسواق «الشيفون»، فرغم النصائح التي يقدمها مختصون في الصحة كل مرة إلا أن المواطن يبدو أنه غير مبالٍ بهذه النصائح والإرشادات في ظل الارتفاع المسجل في مستوى المعيشة وأصبح المواطن محدود الدخل مجبرا على اقتناء ملابس "البالة" في الوقت الراهن وتبقى ملابس «الشيفون» ملاذ نسبة كبيرة من العائلات المسيلية التي لا تستطيع تغطية كل احتياجات أبنائها من الملابس من المحلات التي تعرض الملابس الجديدة