تنفست غرداية الصعداء، بعد الهدوء الذي عاد إلى جل بلدياتها وشوارعها، كما رحب أعيان ولاية غرداية بدعوة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إلى ترجيح قيم التسامح والحوار بالولاية لاستعادة السكينة لأهالي المنطقة، حيث تزامنت دعوة رئيس الجمهورية مع عودة الهدوء تدريجيا، في حين نزلت هذه الدعوات بردا وسلاما على السكان منهم الأعيان الذين ثمنوا مثل هذه المساعي التي ستعزز من مظاهر السكينة والانسجام والتسامح. هذا وعبّر رئيس المجلس العلمي بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بغرداية الشيخ لخضر بن قومار عن ارتياحه لمثل هذه المساعي خاصة وأنها تضمنت جملة من الحلول التنموية، وقال لخضر بن قومار في تصريح لإذاعة الجزائر من غرداية نرحب بكل المبادرات التي يطلقها الخيّرون ونرحب أكثر بمبادرة رئيس الجمهورية التي نرجو أن تتلمس حقيقة الأسباب وتبحث في المشاكل الحقيقية وتحقق نتائج إيجابية ، من جهته ثمّن الأمين العام لمجلس أعيان قصر غرداية الأستاذ إبراهيم الجعدي دعوة الرئيس بوتفليقة التي تساعد على استتباب الأمن والطمأنينة في أوساط المواطنيين ونعزز ثقتهم في الدولة والعودة إلى قيم ديننا الحنيف التي تنبذ كل أشكال العنف والتفرقة، كما ثمّن أحد أعيان ولاية غرداية محمد فخار عضو سابق في مجلس الأمة هذه الخطوة داعيا إلى امتصاص المشاكل الاجتماعية لتفويت الفرصة على الذين يريدون استغلالها لزعزعة الاستقرار وزرع التفرقة، مشددا على ضرورة التعقل وفتح المجال للتواصل مثلما يبرزه في هذا التسجيل للقناة الإذاعية الأولى. بوعمران يدعو لضرورة تجنيد النخبة لوقف الفتنة من جهته دعا الشيخ بوعمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، العلماء والأئمة والشيوخ والنخبة إلى لعب دورهم في إرساء ثقافة التسامح وفق مبادئ الإسلام الحنيف وتجندهم لهذا الوضع لإبراز الحقيقة معتبرا أنه لا يوجد فرق بين الإباضية والشعابنة فكلاهما أهل للتوحيد، وشدد بوعمران على ضرورة الرجوع إلى أصولنا ورصيدنا الحضاري لزرع -كما يقول- الديموقراطية الإسلامية التي تقوم على تبيين الحقيقة المبنية على الشورى وحل النزاعات بالحكمة، وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال رئاسته لاجتماع مجلس الوزراء الاثنين، قد دعا إلى ترجيح قيم التسامح والوئام والحوار خلال تطرقه للأحداث التي شهدتها ولاية غرداية مؤخرا، وأوضح بيان لمجلس الوزراء أن الرئيس بوتفليقة الذي يتابع الوضع بحرص وعناية، أكد على ضرورة ترجيح قيم التسامح والوئام والحوار التي يحث عليها ديننا الحنيف وفضائل التضامن والوحدة العريقة في بنية مجتمعنا، ودعا الرئيس بوتفليقة كل جزائرية وكل جزائري إلى تغليب -أيا كانت الظروف- مبدأ الإيثار واحترام الغير، وفي نفس السياق أوعز رئيس الجمهورية للحكومة أن تواصل المسعى الجاري من أجل إيجاد ما يتطلع إليه مواطنو هذه الولاية من حلول مواتية قصد إعادة الدعة والسكينة بما يصون انسجام تنميتها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا .