سقط برشلونة أول أمس أمام فالنسيا، صاحب المركز الحادي عشر، بهدفين مقابل ثلاثة أهداف، وهي الهزيمة الثانية لبطل الدوي الإسباني هذا الموسم وهي الأسوأ له، لأنها جاءت في عقر داره، وأمام 67 ألف من جماهيره. ولأن فقدان النقاط الثلاث سيكلفه في الغالب الصدارة وربما يتراجع إلى المركز الثالث وهو تراجع قد يكلفه الكثير، لأن الليغا دخل دوره الثاني وهي مرحلة يصعب التعويض فيها، ويصعب إسترداد القمة خاصة عندما يكون المتقدمون عليك بحجم ريال مدريد واتليتكو مدريد المتشبث بالصدارة بشكل عنيد هذا الموسم. وما يزيد من وقع الهزيمة أنها حدثت في حضور نجمه ميسي، وباقي النجوم ماعدا نيمار المصاب، أما الهزيمة الأولى للبارصا وكانت 0 / 1 أمام اتليتكو بلباو، فقد كانت أخف وطأة ، لأنها كانت في ملعب المنافس وفي غياب ميسي، وفي حالة ارتباك وتراجع عامة للفريق والمدرب وبعد هزيمة أوروبية وإهتزاز في مستوى انيستا وتشافي وباقي الكبار وكان نيمار وقتها لايزال في مراحله الأولى. البارصا المتحرر بقيادة تاتا من أجواء طريقة التيكي تاكا في عهد غوارديولا وفيلانوفا، لم يفلت من المأزق الفالنسي، وتألق النجم الجزائري سفيان فيغولي وزملائه ، ورغم سيطرة نجوم البارسا واستحواذهم على 63 % من وقت المباراة ، فإنهم فشلوا في ترجمة السيطرة إلى أهداف وفشلوا في الاحتفاظ بتفوقهم قبل نهاية الشوط الأول، والغريب أن ميسي المتألق لم يستطع رغم صناعته هدف وتسجيله آخر من ركلة جزاء، إنقاذ ماء وجه فريقه الذي ظل مهزوماً طوال 31 دقيقة من الوقت الأصلي في الشوط الثاني و4 دقائق من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع وفشل في التعويض. ويحسب للمدرب انطونيو بيتسي الأرجنتيني مدرب فالنسيا، المشهور بجرأته في بيع لاعبيه الدولييين الراغبين في اللعب بإستمراركأساسيين للحفاظ على إمكانية مشاركتهم مع منتخباتهم في كأس العالم القادمة، قدرته على قهر التيكي تاكا المعدلة من تاتا وتجنب ترجمة خطورة ميسي وباقي زملائه الكبار واستغلال الثغرات الدفاعية العديدة في مناطقهم. أما النجم الحقيقي للمباراة، فهو ليس أيا من الثلاثي باريخو وبياتي والكاسير محرزو الأهداف الثلاثة لفالنسيا، بل هو الدولي الجزائري الرائع، سفيان فغولي، الذي صال وجال من نصف الملعب قائداً لهجوم فريقه وصنع الهدفين الأول والثالث بتمريرتين مباشرتين وشارك في اللمسة الأخيرة لصنع الهدف الثاني وضاعت منه أكثر من فرصة وكان مرعباً لدفاع البارصا، فغولي ب36 لمسة للكرة و14 تمريرة صنع الفارق مع فريقه ، وكان أنجح من ميسي الذي لمس الكرة 76 مرة وله 48 تمريرة، الفارق بين النجمين كبير يٌقدر بالكيلومترات في النجومية وبعشرات الملايين في السعر، ولكن اليوم وعلى ملعب الكامب نو ، صنع فغولي إنتصاراً لم يتحقّق لفريقه منذ عشر سنوات وكان النجم الحقيقي للمباراة.