تعتبر جمعية اقرأ من بين الجمعيات الولائية بدائرة رأس العيون بولاية باتنة، تعمل منذ نشأتها على محاربة ظاهرة الأمية والقضاء عليها، أخذت الجمعية اعتمادها بصفة رسمية لمزاولة نشاطاتها في سنة 2004، وقد أشارت حدة صدام، رئيسة الجمعية، في حوار ل السياسي إلى الدور الكبير المبذول من طرف جميع أعضاء الجمعية، في سبيل إيصال رسالتهم النبيلة لجميع المناطق النائية بالولاية. * السياسي: في البداية، ما هي مهامكم الرئيسية؟ - بخصوص نشاطات الجمعية، فهي متعدّدة ومختلفة، نسعى من خلالها إلى تعميم أصول القراءة والكتابة، فالأمية لا تواكب مجريات العصر والتقدم، وفي هذا الإطار، أطلقنا توأمة من المهام النوعية وذلك برسكلة الفتيات بالتنسيق مع مديرية التكوين المهني بباتنة في مجالات الطبخ والحلويات والخياطة، لدمجهن مباشرة في عالم الشغل، كما ساهمنا في تحرير الكثير من الأمهات من الجهل وتسنى لهن الحصول على شهادات متوسطة وباكالوريا حيث كرمن من طرف مبارك لونيسي، الرئيس الوطني للجمعية، إضافة إلى قيامنا بعدة جولات ميدانية واستطلاعية في القرى والمداشر بالولاية، حيث أحصينا نسبا مخيفة للامية لفتيات يحلمن بمقعد دراسي وحياة أفضل، وقد شكّلنا قوائم لفائدة هذه الشرائح، ليتسنى لنا تعليمهم أصول القراءة والكتابة، كما يتمثل آخر أنشطتنا في احتفالنا باليوم الوطني لمحو الأمية بدائرة رأس العيون بباتنة، وذلك بمشاركة معلمات وأعضاء من المكتب الولائي تحت إشراف المكتب الوطني. * وكيف كان تقييمكم لهذه النشاطات؟ - يمكن القول أن كل المهام والنشاطات التي قامت بها الجمعية طيلة هذه السنوات توصف بالايجابية والفعّالة، ويرجع الفضل للطاقم المتكون من المعلمات والأخصائيين النفسانيين وكرؤساء للفروع، نقول إننا تجاوزنا مرحلة الأمية ب50 في المئة ونحن الآن في إطار المراسلة الثانوية مع مديرية التكوين المهني بالولاية، تطبيقا لبرنامج الرئيس، بوتفليقة، القاضي بمكافحة كل أشكال الجهل والأمية في الجزائر. * من خلال هذه النشاطات، فيما تكمن أهدافكم؟ - تعمل جمعية اقرأ بولاية باتنة من خلال مهامها وأنشطتها المختلفة على تحقيق أهداف رئيسية ويتمثل هدفنا المنشود في القضاء التام على ظاهرة الأمية بالولاية، خصوصا لدى الفئة النسوية التي لازالت تعاني من الحڤرة والتهميش وإدماجهن في الحياة الاجتماعية كعنصر فعّال قادر على البناء والتشييد، وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية والولائية التي أعطتنا الضوء الأخضر. * كيف ترون واقع الأمية بالولاية؟ - أكيد أن الجزائر لازالت تعاني من مشكلة الأمية منذ الفجر الأول للاستقلال، غير أن المساعي والمجهودات الجبّارة التي بذلتها الدولة للقضاء عليها جنّت ثمارها في السنوات الأخيرة، ولكن تبقى بعض الظواهر الجديدة تقلقنا كالتسرب المدرسي والتي نحاول تجاوزها بتضافر المساعي بيننا وبين المصالح المحلية والولائية بباتنة. * وما هي الإجراءات المتخذة في هذا الإطار؟ - من خلال بعض التجارب التي قمت بها على رأس الجمعية، أنجزت بحثا حول التسرب المدرسي وانعكاساته الخطيرة في تفاقم الأمية بالجزائر، وقد اتفقت مع جميع الأعضاء بالتنسيق مع السلطات المحلية بالولاية، على تطبيق برنامج رئيس الجمهورية، وفي هذا الإطار، قمنا بيوم دراسي حول العنف الأسري وآثاره، كتمرد الأطفال وابتعادهم عن مقاعد الدراسة المنعقد بدائرة رأس العيون. * وما هي التحديات التي تواجهونها؟ - في حقيقة الأمر، تواجهنا جملة من المشاكل والعراقيل التي تحول دون أداء مهامنا بالشكل المطلوب، على الرغم من المجهودات الكبيرة التي يبذلها جميع أعضاء الجمعية، وتبقى المشكلة الوحيدة التي تؤرقنا لحد الآن هي غياب عوائد مادية تسمح لنا بتوسيع أنشطتنا إلى غاية المناطق النائية، وكل ما نقوم به من مجهودات من مدخراتنا الخاصة، ومن هنا نناشد الجمعية الوطنية لتنظر لهذا المطلب بجد وحزم، لكي نستطيع ان ننفذ كل البرنامج المسطّر على أكمل وجه. * هل من مشاريع في الأفق؟ - نحن دائما نقوم بالعمل وفق خطة نشرك فيها جميع أعضاء الجمعية في رسم إستراتيجيتها تتضمن مشاريع في الأفق، وفي هذا الصدد، نعمل على جلب جميع النساء من كافة المناطق والقرى النائية بالولاية، ونبرمج لهن مجموعة من الدروس الدورية والمستمرة خصوصا العائلات المعوزة وذوي الدخل المحدود، ونطلب من السلطات المحلية التنسيق معنا في هذا العمل التطوعي، خدمة لهذه الشرائح المهمّشة. * كلمة أخيرة؟ - أتوجّه من خلال هذا المنبر الإعلامي بالشكر لجميع أعضاء الجمعية الذين كرسّوا وقتهم ومجهوداتهم خدمة لأهدافنا النبيلة، كما أشكر مديرية التكوين المهني بباتنة لتنسيق جهودهم معنا في إدماج الشريحة النسوية وتكوينها على أكمل وجه، كما لا أنسى شكر جريدة المشوار السياسي ، التي أعطتنا الفرصة للكشف عن مساعينا الخيّرة، وهذا هو الدور الحقيقي للإعلام الحر والنزيه.