تشهد ولاية تيسمسيلت حركية تنموية في مختلف المجالات، بفضل المشاريع الهامة التي استفادت منها خلال السنوات الأخيرة. وتأتي هذه المجهودات التنموية المتواصلة في سياق تحسين الاطار المعيشي للسكان البالغ عددهم أكثر من 320 ألف نسمة والتكفل بانشغالاتهم وكذا تثمين مؤهلات وخصوصيات هذه المنطقة الريفية والفلاحية أساسا وذات تضاريس وعرة حيث تغطي الجبال 65 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية التي تضم جزء هام من جبال الونشريس. وتتميز هذه الجماعة المحلية بطابعها الفلاحي والغابي حيث تختص أساسا في إنتاج الحبوب وتربية المواشي كما تمتلك قدرات سياحية متميزة تؤهلها لأن تكون مقصدا هاما في مجال السياحة الحموية العلاجية والسياحة الغابية والجبلية، وقد حظيت هذه الولاية من الهضاب العليا برسم المخطط الخماسي الجاري 2010-2014 بغلال مالي قدره 92 مليار و240 مليون دينار والذي يساهم دون شك في إعطاء دفع نوعي لعجلة التنمية المحلية مما سيضمن تحقيق مؤشرات مستقبلية جيدة في كافة الأصعدة تتماشى ومتطلبات المواطنين. ولعل من أهم العمليات الكبرى التي جسدت خلال السنوات الأخيرة مشروع تزويد 14 بلدية بالماء الشروب انطلاقا من سد كدية الرصفة ببلدية بني شعيب، شمل وضع 150 كلم من القنوات والعديد من الخزانات مما تطلب غلافا ماليا تجاوز 11 مليار دينار مع إعتماد نظام للتحكم عن بعد بواسطة الألياف البصرية، كما رفعت تيسمسيلت شعار تنويع محاصيلها الفلاحية خارج الحبوب سواء باستغلال ناجع للأراضي البور في ترقية زراعة البقوليات على سبيل المثال أو التكثيف من الأشجار المثمرة وفي مقدمها الزيتون ببرنامج لغرس 15 شجيرة من هذا الصنف مع التركيز على المناطق الجبلية المواتية لتطوير هذه الشعبة. إنجاز آبار، سدود وأحواض مائية. وبهدف تطوير المناطق الريفية وتحسين الظروف المعيشية لسكانها، تم تجسيد العديد من المشاريع الجوارية للتنمية الريفية المندمجة والتي وصلت إلى 260 مشروعا يستهدف كل دواوير المنطقة ويشمل أساسا انجاز الآبار والأحواض المائية والسدود الصغيرة وغرس مساحات كبيرة من الأشجار المثمرة وتوزيع وحدات حيوانية إنتاجية مصغرة واستصلاح الأراضي. وقد حظي قطاع السكن باهتمام كبير حيث استفادت الولاية منذ 1999 إلى غاية 2013 من أزيد من 46 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ أنجز منها لحد الآن نحو 22 ألف مسكن في حين لا تزال حوالي 16 ألف وحدة في طور الانجاز و8.580 وحدة مبرمجة للتجسيد خلال السنة الجارية. وشهدت صيغة السكن الريفي التي تلقى إقبالا كبيرا تجسيد 14.332 وحدة من ضمن البرنامج الموجه للمنطقة منذ الخماسي والمقدر ب 24.700 إعانة مما ساهم في عودة العديد من العائلات إلى مناطقها الأصلية بعدما هجرتها خلال العشرية السوداء. وفي مجال التموين بشبكة الغاز الطبيعي، فإن جهود الدولة قد سمحت بارتفاع نسبة التغطية إلى 66 بالمائة حيث تتوفر هذه المادة الطاقوية عبر 12 بلدية في إنتظار تجسيد برنامج لربط 5766 مسكن بالعشر جماعات محلية المتبقية و12 مركزا سكانيا ثانويا مما سيمكن من بلوغ نسبة 71 بالمائة في آفاق 2015. ومن جهة أخرى، سيساهم مشروع خط السكة الحديدية بوڤزول بالمدية - تيسمسيلت - تيارت بطول حوالي 140 كلم والطريقان المزدوجان المستقلان بين خميس مليانة بعين الدفلى وتيسمسيلت وتيارت (160 كلم) وكذا تنس - الشلف - تيسمسيلت (220 كلم) في فك العزلة عن الولاية من خلال ربطها بالطريق السيّار شرق - غرب وميناء تنس وكذا بتوفير ديناميكية إقتصادية بالمنطقة. ولم تستثن الحركية التنموية بالولاية القطاعات الأخرى على غرار الصحة بتخصيص عدة مشاريع هامة منها مستشفى مستقبلي بسعة 240 سرير بتيسمسيلت وآخر بلرجام (60 سريرا) وعيادة للأمومة والطفولة ومركز لعلاج الأمراض المزمنة وغيرها فضلا عن انجاز مرافق تربوية وجامعية ورياضية وشبانية وغيرها.