تعتبر جمعية تحدي للمعاقين حركيا، من بين الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي الرائدة بالعاصمة، تأسّست نهاية سنة 2002، تمثل وتخدم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر وتضم حوالي 11 عضوا بالمكتب الرئيسي الكائن ببلدية الدرارية، حيث أكد بوزارة نوح في حواره ل السياسي ، عزمهم الكبير من أجل تخظي كل الحواجز، من خلال جملة المهام والنشاطات التي يقومون بها، من أجل تحقيق مطالبهم للتكفل بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة. * السياسي: في البداية، ما هو هدفكم المنشود؟ - يمكن القول أن جمعية تحدي للمعاقين حركيا تقوم بنشاطات من أجل تحقيق المسعى الرئيسي، ويتصدر أهدافنا حلم مزروع في أعماق كل واحد منا نسعى إلى تحقيقه مهما كلفنا الأمر من تضحيات، وهو مشروع أكبر مجمع يخص ذوي الاحتياجات الخاصة على المستوى الوطني، إضافة إلى سعينا إلى تغيير نظرة المجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، فلا يخفى عليكم أن شريحة المعاقين في بلادنا تواجه حذفا وتهميشا اجتماعيا كبيرا، ونعمل على إعادة هذه الشريحة إلى الحياة من جديد كمواطنين عاديين. * لماذا اخترتم شعار التحدي ؟ - هذا الشعار كتب له أن يولد على يد مشلولة لجسد معاق، لأننا لا نريد الجلوس وننتظر الأمل، بل نريد العمل والتحدي لبلوغ غايتنا وأهدافنا السامية، لكي لا تنطفئ شعلة الأمل الأبدية في نفوس الأبرياء، عمدنا الى رفع شعار التحدي، نظرا للصعوبات والعراقيل التي تواجهنا. * ما هي نشاطاتكم الرئيسية؟ - بخصوص نشاطات جمعية تحدي للمعاقين، فهي متعدّدة ومنتوعة، عملنا فيها طيلة هذه السنوات على التعريف بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة وقدرتهم على الاندماج الاجتماعي بإبداعاتهم وأفكارهم، ومن هذا المنطلق، قمنا بتخصيص عدة نوادٍ بدار الشباب لتحفيظ القرآن الكريم، ونادٍ للإعلام الآلي والصناعة التقليدية وتخصيص رحلات لفائدة هذه الشرائح وعائلاتهم، خصوصا من ذوي الدخل المحدود، للتنفيس عن آلامهم ومعاناتهم. * وما هي التحديات التي تواجهكم؟ - تواجه الجمعية ضغوطات خارجية وداخلية، إن صح التعبير، فالأولى من طرف المجتمع الذي تنعدم فيه ثقافة الجمعيات وغياب دعم الدولة، ومن جهة أخرى، نعاني من نقص في نشاط المتطوعين وهذا ما يجعلنا نقع في إحراج معهم، خاصة عندما لا نجد من يشجعنا ويمد لنا يد العون، كذلك نكافح من اجل رفع منحة المعاق التي لازالت ضعيفة ولا تليق بتطلعات فئة ذوي الإحتياجات الخاصة وانشغالاتها. * هل نجحتم في تغيير نظرة المجتمع للمعاق؟ - شخصيا، كنت أتوقّع نسبة نجاح كبيرة، ولكن بعد خرجاتنا الميدانية إلى ولاية تيسمسيلت، اكتشفنا ما لم يتصوره العقل البشري لعائلات بأكملها تعاني الفقر والعوز، ولا تملك أدنى شروط الحياة الكريمة، وعلى الرغم من ذلك، وجدنا معنوياتهم مرتفعة وغير آبهين بالظروف المأساوية التي تعيشها الكثير من العائلات بالمنطقة. * ما هي دوافعكم لرفع شعار التحدي ؟ - أقول لكم ما يحس بالجمرة غير اللي كواتو ، فنحن اليوم نعيش واقعا اجتماعيا مريرا تدنسه الرشوة والمحسوبية، وغلق الأبواب في وجوهنا، فالإهمال واللامبالاة ضاعفت معاناتي مع الإعاقة، وأنا عينة فقط من هذه الشرائح المهمّشة، وعلى الرغم من ذلك، تحدّينا الجميع وأصبحت الجمعية، في ظرف قياسي، تعمل على المستوى الوطني. * من أين تتحصلون على الدعم؟ - في حقيقة الأمر، لازلنا نعاني من غياب دور المؤسسات الرسمية المتكفلة بهذه الشريحة، وكثيرا من الأحيان، لا نجد ردا منهم ومن وزارة التضامن، باستثناء بعض المناسبات التي يقومون فيها بتزويدنا ببعض الكراسي المتحركة او قفة رمضان او بعض الرحلات التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة، ونحن الآن نطالب بهيئة خاصة تتكفل مباشرة بذوي الاحتياجات الخاصة. * هل من مشاريع في الأفق؟ - سؤال وجيه، نحن نعمل على إعداد خطة عمل وفق إستراتيجية بعيدة المدى، وذلك بإشراك جميع أعضاء الجمعية وإبداء آرائهم في مشاريعنا المستقبلية، وفي هذا الإطار، نسعى جاهدين إلى إنشاء أكبر مجمع يضم ذوي الاحتياجات الخاصة وقمنا بتحضير نقاط رئيسية حول مضامينه، ونأمل من الجهات الوصية معالجة الملف بجدية وحزم، إضافة إلى بعض الرحلات التي سنخصصها لشريحة ذوي الإحتياجات الخاصة خلال المواعيد القادمة، هذا طبعا بفضل المساعدات التي تأتينا من المحسنين، ونأمل أن نلقى استجابة حول زيادة منحة المعاق تماشيا مع تطلعاتنا. * كلمة أخيرة؟ - أتوجّه بالشكر الجزيل لجريدة المشوار السياسي ، التي أعطتنا الفرصة لإيصال صرخات وآلام فئات لازالت تعاني من ظلمات الحڤرة والتهميش، كما أشكر جميع المحسنين، الذين وقفوا الى جانبنا، من أجل تمرير أنشطتنا الى النور، وأناشد الوزارة الوصية أن تعيد النظر في ملف زيادة المنحة والمقر، لكي نستطيع توسيع أنشطتنا كبقية الجمعيات الخيرية الأخرى