شدّد الدكتور زبير حراث، رئيس مصلحة الأمراض الطفيلية بمعهد باستور، على ضرورة أخذ المواطنين كل الاحتياطات الوقائية التي من شأنها تقليص فرص تكاثر الحشرات قرب وداخل التجمعات السكانية، لاسيما فيما يتعلق بالبرك المائية الراكدة في الصيف. كما أوصى باستعمال الناموسيات لحماية الأطفال والرضع وكذا تنظيف المحيط بشكل منتظم واستعمال المبيدات. وأوضح رئيس مصلحة الأمراض الطفيلية بمعهد باستور، أمس، ان الأمراض المتنقلة عبر الحشرات من خلال الطيور والحيوانات إلى الإنسان تمثل 80 بالمائة من الأمراض التي تصيب الإنسان، ومن بين أهمها الملاريا أو ما يعرف بحمى المستنقعات اللشمنيا دار البيلرزا وغيرها، مشيرا إلى ان هذه الأمراض تنتقل عن طريق الحشرات من خلال بكتيريا فيروس أو طفيليات، وارجع الدكتور حراث الأسباب التي يمكن ان توقع من خلالها رجوع المرض إلى الجزائر إلى التطورات الحاصلة في الصحراء الكبرى أو في البلدان الساحل من اضطرابات وكذا الاحتباس الحراري ونزوح السكان إلى جنوبالجزائر ومنهم الحاملين لطفيلي داء الملاريا، وقال الدكتور حراث مادام الملاريا متفشية في البلدان المجاورة كمالي ونيجر والتشاد حيث الداء مزمن فان الجزائر مهددة، غير انه طمأن ان هناك وقاية ومراقبة دائمة في الولايات التي يمكن ان تشهد بعض الحالات المصابة بالداء، أما الحالات التي تم تسجيلها في الجزائر سنة 2012 و2013 هي 99.89 بالمائة هي حالات مستوردة من بلدان مجاورة أو من بلدان افريقية، حسب الدكتور حراث. وأوضح الدكتور حراث، خلال استضافته بالقناة الإذاعية الأولى، ان التحليلات التي أقيمت في غرداية، أشارت إلى أن هناك عوامل أدت إلى ظهور الحالات التي تنتج عن نزوح قوي لناس حاملين لفيروس قوي إلى غرداية، بالإضافة إلى ان المحيط البيئي كان متدهورا بشدة وكانت هنالك عوامل بيئية متعلقة بالوادي وايضا البرك الراكدة وهو ما شجع البعوضة الناقلة لهذا الطفيلي لتنمو بكثرة. واضاف الدكتور حراث ان هناك بؤرا في الولاياتالجنوبية منها في ادرار وتمنراست غرداية، ورڤلة وهي المناطق التي حفزت فيها العوامل البيئية والمناخية ظهور جديدا لداء الملاريا، مؤكدا ان وزارة الصحة تعمل بالتنسيق مع الجماعات المحلية ووزارة البيئة على مشروع وقائي لهذه الساكنة الصحراوية من هذا الداء.