اعتبر المحللون تواصل مظاهر المقاطعة السياسية عند بعض الأحزاب المحسوبة معرضة والتي سبق لها وأن قاطعت الإنتخاباتالرئاسية أمر مستغرب من الناحية السياسية، مشيرين إلى أن قرار مقاطعة المشاورات السياسية للدستور التوافقي لا يحمل أي أسباب واضحة باعتبار أن المشاورات السياسية هي في الحقيقة نقطة التقاء كل التيارات مهما اختلفت اتجاهتها، مشيرين إلى أن قادة بعض الأحزاب أصبحوا يتخذون المعارضة من أجل المعارضة فقط وليس لأسباب موضوعية، خاصة وأن الدستور حمل العديد من المقترحات التي سبق وأن اقترحت من هذه الأحزاب في حد ذاتها. وأعاب المحللون السياسيون على دعاة المقاطعة المتواصلة تهميشهم لتشكيلتهم السياسية من الساحة الوطنية، وعدم لعب أي دور وطني، بالرغم من أن الدستور يتضمن عدد من مطالبهم ومقترحاتهم، معتبرين ذلك دليل على ضعف الممارسة الديمقراطية لديهم، مشددين على أن التمسك بمظاهر المقاطعة دون أي تحليل سياسي منطقي يضرب بمصلحة الوطن. سعود: دعاة المقاطعة يمارسون الرفض من أجل الرفض اعتبر المحلل السياسي صالح سعود في تصريح ل السياسي أن قرار المعارضة في مقاطعة المشاورات السياسية للدستور دليل على ضعف وعدم الثقة بنفسها وعدم مقدرتها على بناء علاقة إيجابية مع باقي الأطراف لأن الانتخابات السابقة بينت أن العديد من أطراف هذه المعارضة كان يمارس رفضه الكلي لكل ما يطرح، موضحا أن هذه الأخيرة تمارس الرفض من أجل الرفض فقط. وأكد صالح سعود، من جهة أخرى عدم وجود معارضة مؤسساتية قادرة على إدارة نفسها من ناحية وإدارة علاقاتها مع محيطها السياسي والنظام من ناحية أخرى، موضحا أن هذا الأمر يعود إلى ضعف الثقافة السياسية وضعف الممارسة الديمقراطية داخل هذه الأحزاب نفسها وإلى عدم الثقة بالمحيط السياسي وضعف الرصيد الإنتمائي إلى هذه الأحزاب التي تدعي أنها تمارس المعارضة. وأضاف ذات المتحدث، أن هذه الممارسات والمقاطعة ليست في صالح الديمقراطية وليست مؤهلة لخدمة المصلحة الوطنية، مضيفا أن قيادات المعارضة العتيقة تبين أنها قد هرمت فعلا وأنها أصبحت غير جاذبة للمواطنين ولا حتى لمؤيديها، مشيرا إلى أن هذا يبين أنها بدأت مرتجلة في عمومها وغير قادرة على مواكبة التغيرات وعلى تجديد وتشديد نفسها وهو ما جعلها تتخبط وتتخذ قرارات لا تعبر عن القاعدة التي تدعي أنها تملكها والتي تبين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أنها قاعدة ضعيفة وهشة، مضيفا أن هذا الوضع جعلها تمارس سياسة الأبوة على الآخرين بدلا من الاعتماد عليهم في اتخاذ القرارات لاسيما المصيرية منها. بن شريط: المقاطعة لاتزال تحت صدمة الفشل في الانتخابات الرئاسية من جهة أخرى، أكد المحلل السياسي، عبد الرحمان بن شريط، في تصريح ل السياسي أن المعارضة من خلال مقاطعتها للمشاورات السياسية تريد بذلك التقليل من أهمية المبادرة التي تأتي من السلطة المتمثلة في فتح النقاش السياسي حول مقترحات الدستور، مضيفا أنه كان على المعارضة أن تستقبل هذه المبادرة وتشارك في المشاورات السياسية لتعديل الدستور. وأضاف عبد الرحمان بن شريط، أن المعارضة ليس لها أي مبرر لمقاطعة المشاورات السياسية، مشيرا إلى أنها تحاول التملص منها وعدم المشاركة من خلال إيجاد ذرائع ومبررات، لأنها لازالت تحت صدمة فشلها في الانتخابات الرئاسية السابقة وهي نفسيا غير مستعدة للمشاركة في المشاورات السياسية، مضيفا أنه ليس من حقها رفض المساهمة في الدستور.