أكد مختصون في الغابات وباحثون جامعيون بباتنة، أن إنشاء محمية طبيعية للعرعار البخوري، إلى جانب استحداث شبكة وطنية بالجزائر ضروري للمحافظة عليه. وتم التطرق، خلال الورشة الوطنية الأولى من نوعها حول هذا الصنف النادر من الأشجار التي انطلقت فعالياتها اليوم بالمدرسة الوطنية للغابات بباتنة وتدوم يومين، إلى إشكالية التجديد الطبيعي التي تواجهها هذه الشجرة المعمرة والتي يقتصر تواجدها بالجزائر على منطقة الأوراس منها تكوت وثنية العابد وبوزينة وآريس ولارباع بولاية باتنة. وفي هذا السياق، صرحت رئيسة مكتب الحظائر الوطنية والمحميات الطبيعية بالمديرية العامة للغابات صليحة فرطاس أن هذه الورشة التي تعد الأولى على الصعيد الوطني حول العرعار البخوري هي فرصة هامة ستمكّننا مع الباحثين الجامعيين من دراسة مدى أهمية هذا الصنف النباتي وحاجته إلى التصنيف كمحمية طبيعية بغية المحافظة عليه كتنوع بيولوجي . وأفادت بأن الإطار القانوني الذي يسمح بتصنيف العرعار البخوري موجود ويتمثل في قانون 11/02 المتعلق بالمحميات الطبيعية وكيفية تصنيفها وتسييرها، وقالت المتحدثة: إننا حاليا بصدد دراسة النصوص التطبيقية لهذا القانون، مما سيسمح لنا بوضع اللجنة الوطنية واللجان الولائية لتصنيف النباتات التي هي في طريق الإنقراض كمحميات وطنية . واعتبرت كذلك أن المساحات المحمية بالجزائر وفق قانون 1983 الذي سمح باستحداث 8 حظائر وطنية فقط ضئيل جدا مقارنة بالمحميات الطبيعية على المستوى الدولي حيث لا يشكل سوى 0,07 بالمائة من المساحة الإجمالية للبلاد. ومن هذا المنطلق، تضيف المتحدثة، فإن برنامج المديرية العامة للغابات للخماسي 2015-2019 يرمي إلى رفع هذه النسبة إلى 1,19 بالمائة من خلال إنشاء أكثر من 8 محميات جديدة ستمس أكثر من 10 ولايات. وينتظر عما قريب الانطلاق في دراسة جديدة خاصة بإحصاء شامل للنباتات بالجزائر لمعرفة أعدادها والنادر منها والذي هو في طريق الانقراض حيث تم إسناد الصفقة للمؤسسة التي ستتولى هذه المهمة، لأن الدراسة المعتمدة حاليا تعود إلى سنة 1962 ولم تجدّد طيلة هذه الفترة.