عرفت المراكز التجارية توافدا كبيرا من قبل المواطنين، وما زاد الإقبال عليها في الآونة الأخيرة، هو أن هذه المراكز أصبحت متنفسا للعائلات في السهرات الرمضانية، خاصة في ظل غياب المتنزهات والمساحات المخصصة للترفيه في العديد من البلديات، ما جعل هذه المراكز قبلة للمواطنين الراغبين في تغيير الجو خاصة منها تلك المتمركزة على شواطئ البحر هروبا من لفحات الحر وضجيج المدن، كمركز التسوق التجاري آرديس وغيره من المراكز الأخرى التي تؤدي ازدواجية الدور، التسوق والترويح عن النفس مع أمواج البحر العليلة. مركز باب الزوار التجاري.. آرديس .. غالاكسي .. وجهة المواطنين تلقى العديد من المراكز لتجارية إقبالا كبيرا من طرف العائلات خلال شهر رمضان خاصة عقب التراويح، حيث تستغل الفرصة لاقتناء متطلبات المنزل من مواد غذائية وغيرها، هربا من حر النهار وتعب الصيام، فالتسوق ليلا أفضل وأريح، حسب رأى الكثيرين، وما لاحظناه خلال جولتنا الاستطلاعية أن العديد من المراكز على غرار المجمع التجاري باب الزوار تعرف توافد أسر بأكملها حيث نجد نساء، أطفالا، وحتى شيوخا بهذه المراكز، وقد أصبحت هذه الظاهرة بمثابة عادة رمضانية لبعض العائلات في السنوات الماضية الأخيرة خاصة مع استتباب الامن والأمان، في حين يعتبرها آخرون نزهة رمضانية باعتبار الكثير من هذه المراكز تحتوي على فضاءات للترفيه ومحلات لبيع المثلجات مخصصة للعائلات، فهي تعتبر المقصد الوحيد لهم مع ما تعرفه الجزائر من قلة او بالأحرى انعدام أماكن ترفيهية مخصصة لهم. في حين استغلت العديد من العائلات الفرصة لاقتناء الملابس لأطفالها و الالتقاء بصديقاتها في السهرة، وهو ما أجمعت عليه العديد من المواطنات ممن التقت بهن السياسي في جولتها وهو ما أعربت عنه فتيحة التي جاءت من باب الوادي مصحوبة بابنتها الصغيرة وهي بصدد شراء ملابس العيد لها، فقمنا بسؤالها عن سبب الإقتناء المبكّر للملابس ومازال يفصلنا حوالي 20 يوما عن عيد الفطر المبارك، والتي قالت إنها تريد تفادي الإكتظاظ الكبير للأسواق قبيل العيد، بالإضافة الى ارتفاع الاسعار عشية العيد ككل سنة، وتعد هذه المراكز فرصة للتسوق والتنزه، لذا فضّلت المجيء الى هنا ، فمن باب الزوار إلى آرديس ، توقفت الرحلة عند المركز التجاري غالاكسي بعين النعجة الذي يعرف هو الآخر خلال هذه الفترة حركية غير عادية للعائلات خاصة في الفترة المسائية، ومنهم التقينا بجميلة التي قالت إنها تقصد المكان أسبوعيا لشراء ما يلزم للبيت، فكل ما تريده متوفر بالمركز، كما أن أسعار المواد الغذائية فيه متقاربة مع المعروضة بالمحلات العادية مع اختلاف بسيط في أسعار ألبسة الأطفال والأواٍني والأجهزة الكهرو منزلية، مشيرة إلى أن مثل هذا الفضاء يجنّبها عناء البحث عن مكان لركن سيارتها، فهو يتوفر على موقف للسيارات. ومن جهة أخرى، التقينا بمريم التي كانت بصدد انتظار رفيقاتها والتي أعربت على ان المراكز التجارية أفضل متنفس خلال شهر رمضان خاصة وان العديد من المراكز اليوم أصبحت تحوي على مرافق ترفيهية يتمكّن الفرد من خلالها الترويح عن نفسه والإلتقاء بالأحباب في السهرات الرمضانية، على عكس ما كان في السابق حيث كانت سهراتنا في البيت فقط . رمضان فرصة للترفيه في السهرات الليلية ومن خلال جملة الآراء التي أجمع عليها العديد من المواطنين، تبين ان المراكز التجارية حكرا على طبقة معينة في المجتمع ولا تتعلق بالمستوى المعيشي لها، بل رغبة وثقافة ترسخت في أذهان هؤلاء المواطنين بمختلف الشرائح، حيث بات المواطن الغني ومحدود الدخل يلتقيان بنفس المكان دون أي فوارق. وفي المقابل، فإن هناك عائلات تقصد المركز التجاري وليس لديها اي نية في التسوق، حيث التقينا بعائلات بأكملها تتجول بالمركز، فهو بالنسبة لهم متنزه في ظل أماكن آمنة مخصصة للعائلات، اذ يقومون بتناول الشاي او المثلجات بأحد المحلات المتخصصة، التقينا بعائلة فريد الذي كان رفقة زوجته وابنائه الخمس وهم يتناولون المثلجات، اقتربنا من العائلة وسألناه عن زيارته للمركز، فكانت إجابته انه، تقريبا، كل يوم بقوم باصطحاب عائلته للتجول بالمركز وبعدها يأكلون المثلجات ثم يعودون الى المنزل، وحين سألناه عن سبب الزيارة ما داموا لا يقومون بالتسوق، كانت إجابته انه لم يجد أماكن آمنة ومحترمة لأخذ عائلته لها حيث لم يجد سوى المركز التجاري، خصوصا وانه يحتوي على فضاءات مخصصة للعائلات، حيث يعد هذا الشهر فرصة للترفيه في السهرات الليلية.