مازالت العائلات بمنطقة الأوراس تحرص على جعل ليلة القدر المباركة مناسبة للتواصل العائلي، وإحياء العادات العريقة المتوارثة عن الأجيال. ويأتي اجتماع الأبناء والأحفاد على مائدة إفطار واحدة في بيت الجد أو ما يسمى محليا ب(الدار الكبير) عادة راسخة في الجهة لا يمكن التخلي عنها مهما توسعت العائلة وعلى الابن المتزوج حتى وإن كان بمنزل مستقل يحمل فطوره ويتوجه إلى بيت أبويه. النفقة وختم القرآن لإضفاء الخصوصية على المناسبة وجرت العادة بالعديد من مناطق الأوراس لاسيما القرى والمداشر أن يقترن إحياء ليلة ال27 من رمضان بما يسمى ب النفقة وكذا ختم القرآن الكريم بصفة تكون أحيانا جماعية لرجال العائلة الواحدة أو الدشرة، مما يضفي الخصوصية على هذه المناسبة التي تجتهد ربات البيوت في التحضير لها كل واحدة حسب مقدرتها. وبالنسبة ل النفقة ، يتم صبيحة ال26 من رمضان اختيار مكان لتذبح فيه رؤوس الأغنام وعادة ما تكون خرفان. ويتقدم متطوعون للتكفل بعملية السلخ وتقطيع الذبيحة إلى قطع متساوية ثم توزيعها على الفقراء لتشمل النفقة أحيانا حتى بعض أفراد العائلة المقربين وتقدم لهم كهدية. ومن جهته، ذكرحسين مشري، وهو أب ل5 أبناء وجد ل9 أحفاد، بأن النفقة تقليد عريق بالجهة ويمكن أهل القرية أو الدوار من الاحتفال بالمناسبة بطريقة تذوب فيها الفوارق الاجتماعية كما يعطيها طابعا تضامنيا يعكس روح التكافل الاجتماعي الذي تعرف به هذه المنطقة منذ القدم. ويضيف المتحدث أن تنتهي العملية قبيل صلاة الظهر مما يمكّن ربات البيوت من تحضير الفطور الذي يكون طبق الشخشوخة او الكسكسي ضرورة حتمية فيه. أما في السهرة، فيجتمع رجال العائلة بعد صلاة العشاء لختم القرآن الكريم في أجواء روحانية توفر لها النساء الظروف الملائمة خاصة الهدوء وإبعاد الأطفال. ختان جماعي للأطفال وسط أجواء بهيجة وعلى الرغم من أن العادة دخيلة على المجتمع الأوراسي، إلا أن الكثير من العائلات أصبحت تجد في ليلة ال27 من رمضان مناسبة لختان الأطفال في أجواء بهيجة تزيدها بعدا دينيا قدسية هذه الليلة المباركة. لكن وإن اختفت مراسم المحفل التقليدي من حفلات الختان وأصبحت تقتصر على حالات متفرقة، فإن مشهد عرس الختان يبقى متضمنا لنفس الطقوس التي مازالت الأمهات يمارسنها رغم زحف الحداثة منها ربط الحناء للطفل ووضع قطعة فضية على شكل يد في منديل أخضر أو أحمر يتم ربطه حول عنقه