عرف المجتمع الجزائري اندثار العديد من العادات والتقاليد المتوارثة والمتعارف عليها في الأعراس والأفراح الجزائرية، إلا أن الكثير من العائلات لازالت متمسكة بمختلف العادات والتقاليد المتعارف. وهناك بالمقابل، كثير من الناس استغنوا عن العديد من العادات التي عهدنا عليها و طبق العروس الجزائري هو عادة اعتاد الجزائريون ان يقدموها للعروس في الخطبة. يقدمه أهل الزوج للزوجة يوم الخطوبة فمنذ القديم، كانت الأعراس الجزائرية لا تتم الا بإحضار طبق العروس ، فقبل العرس بأيام او شهور قليلة، يقوم اهل الفتاة بإقامة حفل خطوبة يحضره اهل العريس ومعهم سلة مجهزة بمختلف التجهيزات الخاصة بيوم العرس بما فيها ملابس التصديرة .. وغيرها من الامور التي تعتبر أساسية في جهاز العروس حيث لا يمكن لأي عروس الاستغناء عن الحنة. ارتفاع تكاليفه من أسباب التخلي عنه واختلفت تكاليف الطبق بين الأمس و اليوم، فبعد أن كانت تكلفته بسيطة ولا تتجاوز ال2 ملايين سنتيم، أصبح اليوم يكلف الكثير مما اضطر بالكثيرين الى الاستغناء عنه، وفي جولة قامت بها السياسي في العديد من المحلات الخاصة ببيع تجهيزات العرس، وقفنا على الاسعار الباهضة حيث زرنا سوق البليدة، لنتعرف على الاسعار، لنجد ان ثمن السلة التي توضع فيها الاغراض بمليون سنتيم، فبعد ان كانت هذه السلة او ما يعرف ب الطبق تصنع من قبل النساء في البيت، أصبحت اليوم تباع في الاسواق وبأثمان باهضة جدا ويختلف ثمنها باختلاف الحجم والنوعية. ولمعرفة أسباب هذا الارتفاع، كانت لنا وقفة مع احد الباعة الذي أكد ان كل الاغراض التقليدية الخاصة بالعروس عرفت تجديدا نوعا ما، لجعلها تتماشى مع الوقت الذي نحن فيه، وقد يعود ارتفاع اسعارها الى تخلي العديد من الحرفيين عن هذه الصناعة التقليدية. ومن جهته، أضاف محمد، بائع بالعاصمة إن غلاء التجهيزات الخاصة ب الطبق ، دفع بالكثير من الشباب إلى التخلي عن هذه العادة التي كانت فيما مضى ضرورية في العرس، الا ان هذه العادة تعد من بين العادات التي لايزال المجتمع متمسك بها . فتيات يفرضنه على العريس.. وشباب يعتبرونه تبذيرا وخلال جولتنا الاستطلاعية، التقينا بالعديد من الفتيات المقبلات على الزواج، لتقول في هذا الصدد منال، 25 سنة إن طبق العروس عادة لا يمكن للعائلة الاستغناء عنها ، مضيفة انها قد اشترطت على خطيبها ان يحضر الطبق لانه فأل خير على العروس، غير ان وليد، 29 سنة، قال: العرس اصبح مكلفا وهو ما دفعنا للاستغناء عن طبق العروس وذلك بالتراضي وخطيبتي، خاصة وانه في نظرها تبذير للمال فقط، فهو من الامور التي يمكن الاستغناء عنها ولا يعد ضرورة مطلقا ، وفي ذات السياق، أكد احد الباعة ان الإقبال على شراء الطبق ومستلزماته في تراجع سنة بعد أخرى، لكن هناك الكثير ممن مازالوا متمسكين بالعادات والتقاليد، في حين يقول بعض الشباب ان الكثير من الفتيات يفرضن على عرسانهن الطبق بغرض التباهي فقط، كونه ليس من الامور الضرورية، الا انه ورغم تخلي بعض العائلات عنه، الا انه بقي عادة من العادات القديمة والمتوارثة عن الأجداد.