أبدت النقابة الوطنية لعمال التربية الاسنتيو ، قلقها من استفحال ظاهرة الدروس الخصوصية في الأعوام الأخيرة، فإذا كانت وظيفة المدرسة هي التربية والتعليم فما سبب وجود نظام آخر بديل عن النظام الرسمي وما سبب لجوء التلاميذ والأساتذة إلى الدروس الخصوصية. وأضافت الأسنتيو في بيان تلقت السياسي نسخة منه فإنه مع انطلاق كل موسم دراسي جديد، تنطلق حمى التهافت على الدروس الخصوصية، التي تساهم لامحالة في تفاقم الوضع المدرسي والتربوي والاجتماعي، فتنعكس سلبا على الجوانب المهنية والأخلاقية التي تؤدي إلى هضم حقوق التلاميذ الفقراء والمعوزين وتحرمهم من تسلق السلم الاجتماعي، فالدروس الخصوصية لا تعدو أن تشكل أحد أوجه الفساد الاجتماعي والأخلاقي، لهذا وفي إطار الإصلاح التعليمي المرتقب يجب وضع آليات فعالة لاجتثاث هذه الآفة التي تنخر الجسد التربوي وتقف حاجزا في وجه المدرسة العمومية الجزائرية وإصدار مذكرات وقوانين صارمة يتم تنفيذها بحزم ضد المتلاعبين ببراءة التلاميذ، ولأن الدروس الخصوصية لا تحمل بشكل عام أهدافا نبيلة في نظر الاسنتيو ، فإن تجريمها بات أمرا ضروريا كونها جزء لا يتجزأ من مظاهر الفساد والإفساد خصوصا وأن الأمر يتعلق بنساء ورجال الغد الذين ينتظر منهم أن يكونوا مواطنين صالحين. وأضافت النقابة الوطنية لعمال التربية أن المشكلة الأكثر خطورة هي أن الدرس الخاص يخلق من الطالب شخصا اتكاليا لا يهتم بما يدور داخل القسم، وليس مهتما بما يشرحه المعلم، لأن لديه بديلا آخر خارج المدرسة كما أن هناك سلبيات في المجتمع والأسرة، منها انعدام أو ضعف ثقة فئات كبيرة في المجتمع في جدية العمل بالمدرسة وجدواه، وإكساب المجتمع صورة مظهرية وقيمة اجتماعية للدروس الخصوصية، وضعف قدرة المجتمع على المشاركة في تمويل التعليم النظامي الرسمي بقصد تحسينه، على الرغم من المبالغ الطائلة التي يتم إنفاقها على الدروس الخصوصية والمدارس الخاصة، والسباق المحموم نحو ما يسمى تقديم الملخصات والتسهيلات، فضلا عن تدني مرتبات المعلمين والأساتذة مع زيادة الأعباء المعيشية، فالدروس الخصوصية هي أساس مشكلات التعليم في الجزائر التي تحول دون تطويره وإذا تم محاربتها سيتم القضاء على معظم المشكلات التعليمية، فلو لم يكن هناك دروس خصوصية لما لجأ التلميذ إلى اختلاق الحيل والأسباب الواهية في الغياب عن المدرسة، ولا انتظم في الدراسة طوال العام ولذهب الطلاب بحقيبة مدرسية حقيقية وليست صورية، كما يفعل البعض، فهذه الظاهرة للأسف فرضت على الفقير قبل الغني، وعلى الضعيف قبل القوي.