لا يزال قاطنو البيوت القصديرية بحي 11 ديسمبر ببلدية باش جراح، يتجرعون مرارة العيش يوما تلوى الآخر في منازل تنعدم بها أدنى ظروف الحياة البسيطة، ليبقى قرار ترحيلهم إلى سكنات لائقة وملائمة حلما يأملون تحقيقه في أقرب الآجال. فالزيارة التي قادت السياسي إلى الشارع (أ) بذات الحي، مكّنتها من الوقوف على جزء من المعاناة التي يتخبط فيها السكان يوميا، حيث صرح بعضهم أن منازلهم باتت أكبر هاجس يؤرق يومياتهم، خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء، أين تتحول الأخيرة الى برك ومستنقعات مائية يسبح فيها الجميع بما في ذلك الأثاث والأواني المنزلية نتيجة تهاطل الأمطار بكميات كبيرة، إذ يجد العديد منهم أنفسهم مضطرين لمغادرتها، فيما يتكبّد البعض الآخر عناء السهر ليلا خوفا من سيناريو انهيار أحد الأسقف أو الجدران نتيجة اهتراء بعضها، متسببة بدورها في تسرب المياه إلى الداخل، في مشهد اعتاد السكان عليه مؤخرا، حيث أكد أحدهم أن المنطقة سجلت عدة حالات انهيار لأسقف المباني تسببت في وفاة بعض الأشخاص محدثة بذلك حالة من الفزع والهلع لدى الجميع مع كل مرة تتساقط فيها الأمطار، الوضع الذي أثّر على الحالة النفسية لبعضهم خصوصا الأطفال، وما يزيد الطين بلة هو فيضان الوادي المحاذي لهذه السكنات بعد امتلائه وتسرب مياهه إلى بعضها، ليضيف ذات المتحدث أن اهتراء قنوات الصرف الصحي وتلوث الوادي المحاذي ساهم في انتشار الروائح الكريهة، ما أدى إلى تعرّض السكان لعدة أمراض كالحساسية وغيرها، فضلا عن ذلك تعاني عائلات أخرى من ضيق منازلها التي تحوي على غرفة واحدة فقط ولا تتسع لجميع أفرادها. وفي ظل كل هذه الظروف القاسية، يطالب سكان الحي المعني من المسؤولين ضرورة التدخل والتعجيل في ترحيلهم إلى سكنات ملائمة قصد انتشالهم من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها. نائب المير: 1400 عائلة سترحل خلال الأيام القادمة من جهته ردّ نائب رئيس بلدية باش جراح، نهاري عزالدين، على هذا الإنشغال مؤكدا خلال لقائه ب السياسي أن مصالحه قامت سنة 2007 بإحصاء حوالي 1300 بيت قصديري موزعين على 17 مركزا على مستوى البلدية، بما في ذلك الحي المعني وأن جميع العائلات القاطنة بها معنية بالترحيل مستقبلا والقرار في هذا الشأن يعود إلى الولاية، كاشفا في نفس الوقت على أن حوالي 1400 عائلة تقطن في بنايات هشة بحي النخيل وحي بومعزة سيتم ترحيلها في الأيام القليلة القادمة وستكون العملية مقسمة عبر مرحلتين، حيث سترحل 700 عائلة بالمرحلة الأولى وبعدها بأيام تليها الدفعة الثانية، غير أنه لم يفصل لحد الآن في الحي الذي سيرحل أولا بحر هذا الشهر.