رجّحت اللجنة الوزارية للتحقيق في حادث القطار الذي وقع يوم الأربعاء الفارط على الخط الرابط بين العاصمة والثنية على مستوى محطة حسين داي، فرضية الخطأ البشري بعد المعاينات والنتائج الأولية التي توصلت إليها. وجاء في التقرير الأولي للجنة المختصة، الذي نشر أول أمس الخميس بعد يوم واحد من الحادثة، أن هذا الخطأ البشري راجع إما إلى سوء قراءة للإشارة من سائق القطار أو عدم تطبيق الإرشادات في مكان نقطة التحويل الرابطة بمحطة التوقف الإجباري من طرف مسؤول التحويل أو ربما الفرضيتين معا. وأضافت اللجنة أنه بعد القراءات الأولية وتحليل البيانات المسجلة من العلب السوداء للقطار حول حركته، يبدو أن الانحراف كان سببه السرعة المرتفعة في وقت دخوله نقطة تحويل الخطوط حيث تم تسجيل سرعة 108 كلم / ساعة في حين ان السرعة اللازمة عند نقطة الانحراف محدّدة ب30 كلم / ساعة. وأكدت اللجنة أن منشآت السكة الحديدية وكل التجهيزات الأمنية كانت في حالة عمل جيّدة وان رؤية الإشارات كانت واضحة جدا، مشيرة إلى أن التحقيق الجاري سيحدد بكل دقة كل الأسباب والمسؤوليات في هذا الحادث. وقد خلّف انحراف القطار وفاة امرأة وجرح عشرات الأشخاص. ومن جهته، أكد المدير المركزي لمنشآت السكة الحديدية، عبد الوهاب أكتوش المواطنين، لدى نزوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح على أمواج القناة الإذاعية الأولى، أنه موازاة مع عملية رفع عربات القطار من موقع الحادث، تمت عملية صيانة خطوط السكة الحديدية لاستئناف الرحلات عبر الخط رقم 2، وفي معرض حديثه، عاد المتحدث إلى ظروف إنحراف القطار الذي أرجعه، حسب المعطيات الأولية، إلى السرعة المفرطة، مشيرا إلى أن لجنة التحقيق في الحادث هي التي تفصل القضية بالاعتماد على العلب السوداء الثلاث. وفي نفس الإطار، نفى المدير المركزي لمنشآت السكة الحديدية، عبد الوهاب أكتوش، ما يتداوله بعض المواطنين فيما يتعلق برداءة السكة الحديدية، مؤكدا أن هذه الأخيرة تخضع بشكل يومي ومستمر لمراقبة تقنية ميدانية من طرف أعوان مؤهلين للتأكد من سلامة السكك. كما طمأن المتحدث ذاته المواطنين أن القطار يعد من بين وسائل النقل أكثر سلامة، وأن الحادث الذي وقع الأربعاء الماضي بالعاصمة والذي خلّف قتيلا وعشرات الجرحى يعد أول حادث بهذا الحجم لقطار نقل المسافرين بالنسبة للشركة، كما وعد بحرص الشركة عدم تكرار مثل هذه الحوادث باتخاذ التدابير اللازمة. وفي الأخير، كشف المتحدث عن مشروع فتح عدة خطوط جديدة لضاحية الجزائر العاصمة، على غرار الخط الرابط بين الثنية وتيزي وزو وخط رابك بين زرالدة وتيبازة الذي لايزال قيد الإنجاز على أن يسلم السنة المقبلة.