يعتمد العمل التطوعي الخيري على قوة الإرادة وروح العمل وحب الغير وهذا ما يتسم به الشباب المؤسس لمعظم المجموعات الخيرية والتي استطاعت أن تنتقل من العالم الافتراضي فايسبوك لتجسده على أرض الواقع من خلال أنشطة مخصصة للمحتاجين والمحرومين ومن بين المجموعات الخيرية والتي استطاعت أن توازن بين الدراسة والعمل التطوعي مجموعة أمل البليدة ، وللتعرف أكثر على ما تقوم به المجموعة حاورت السياسي بن ڤنة رياض مسؤول المجموعة. متى تأسست مجموعة أمل البليدة الخيرية؟ مجموعة أمل البليدة الخيرية من بين المجموعات الناشطة في العمل الخيري التطوعي بدأت نشاطها في جانفي الفارط، حيث استطاعت في غضون أشهر قليلة من التأسيس أن تحقق عدة أهداف، تضم حوالي 40 منخرطا يعملون يدا واحدة من أجل إنجاح مختلف المشاريع والنشاطات، حيث أننا مجموعة شباب ندرس في جامعة العفرون، كوّنا هذا الفريق من أجل مساعدة الفئات المحتاجة والمساهمة في توعية الشباب. كيف استطعتم أن توفقوا بين الدراسة والعمل التطوعي؟ المجموعة تحوي على شباب طموح يسعى إلى تغيير النظرة السلبية التي يراها المجتمع في الشباب الجزائري، حيث أن البعض يظن أن شبابنا تجمعه المقاهي والملاعب وتلهيه عما يخدم مجتمعه ودينه، فنحن نحاول أن نرقَى بالشاب الجزائري، فنحن شباب جامعي نحاول قدر الإمكان استغلال وقتنا في ما يخدم وطننا دون أن نضر بغيرنا وحتى بدراستنا فالحمد لله، منّا من يدرس ومنا من أكمل دراسته والحمد لله لازلنا نسير في هذا الطريق. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ نقوم بعدة أنشطة على مدار السنة، منها زيارة دورية للمستشفيات المتواجدة على مستوى المنطقة وذلك كل يوم خميس، حيث نقوم بتوزيع فواكه وبعض الوجبات بالإضافة إلى الماء على المرضى في مختلف الأقسام خاصة قسم الأطفال، أين نقوم بعدة أنشطة ترفيهية لفائدتهم بهدف التخفيف عنهم وإسعادهم، كما نقوم بعملية تنظيف المساجد كل مساء خميس كذلك، فنخصص كل أسبوع مسجد من مساجد الولاية ونقوم بتنظيفه حتى يتسنى للمصلين إقامة الصلاة على أكمل وجه. وماذا عن تحضيراتكم لموسم البرد؟ بخصوص نشاطاتنا الشتوية، فقد قمنا بتسطير برنامج خاص لمساعدة المشردين، حيث نقوم بتوزيع وجبات ساخنة وبعض الألبسة والأغطية وذلك بهدف التخفيف من معاناة هؤلاء الذين أجبرتهم الظروف على المبيت في الشارع. على غرار ما سبق ذكره، هل من أعمال أخرى تذكر؟ هناك عدة أنشطة أخرى ولعل من بينها الأعمال الخيرية التي نقوم بها لمساعدة المحتاجين ونذكر منها مشروع قفة رمضان، حيث قمنا بتوزيع ما يقارب 60 قفة خلال الشهر الفضيل، بالإضافة إلى عملية توزيع كسوة العيد للأطفال الايتام وكذا المحتاجين هذا، وخلال الدخول المدرسي قمنا بتوزيع المحافظ والمآزر على التلاميذ المعوزين، كما نقوم بعملية جمع الأفرشة والملابس في فصل الشتاء للمتشردين الذين يبيتون في العراء وكذا العائلات المتواجدة على مستوى المناطق النائية بغرض مساعدتهم على قضاء هذا الفصل البارد، كما سبق ذكره، وبالإضافة إلى هذا نقوم بحملات التوعية والتحسيس من مختلف الآفات والظواهر الاجتماعية، ومن بين الحملات التي قمنا بها حملة ضد العنف اللفظي الذي أصبحنا نسمعه في كل الأماكن: الشارع، المدرسة، السوق، الجامعة وكل الأمكنة، حيث قمنا بتوزيع مطويات تدعو للكف عن هذه التصرفات اللاأخلاقية، وكذا ننظم حملات للتحسيس حول مختلف الأمراض مثل داء السكري والسرطان لتفادي مضاعفاته ولتجنب أخطاره. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأنشطة؟ الهدف الأساسي من خلال مختلف الأعمال الخيرية هو مساعدة المحتاج والوقوف معه والتخفيف عنه لأن هذا يدخل ضمن تعاليم ديننا الحنيف، فواجب علينا مد يد العون لمن يحتاجه، كما أن الغاية الكبرى هو إرضاء المولى عز وجل ونعمل على أن نحسن من الوضعية التي يعيشها المجتمع خاصة في ظل غلاء المعيشة وكثرة البطالة، فهناك من لديه أولاد ولا يملك عملا وهناك الأيتام والأرامل كلهم محتاجون إلى أن نقف معهم ونساعدهم. من أين تتلقى المجموعة دعمها المادي؟ يكمن الدعم الذي نسيّر به أنشطتنا في مساهمات الأعضاء حيث أن الأعضاء يبذلون المال والجهد من أجل إنجاح مختلف المشاريع، فهناك من يضع منحته الجامعية تحت تصرف المجموعة من أجل مساعدة الغير وإتمام النشاط، هذا وهناك بعض المتبرعين ممن يساعدوننا أحيانا. هل من مشاكل تعيق عملكم التطوعي؟ باعتبارنا مجموعة تطوعية وليس كجمعية معتمدة فإننا نواجه بعض الصعوبات والبيروقراطية للحصول على تصريح ما لمزاولة نشاطاتنا التطوعية، كما أن نقص الدعم المالي يعد مشكلة أيضا، حيث نضطر إلى حصر بعض الأنشطة والمشاريع في حدود إمكانياتنا. ماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟ سنقوم هذه الأيام بإطلاق حملة مصحف لكل مريض على مستوى المستشفيات وذلك بهدف تحصين المريض، كما أننا في صدد التحضير لمشروعه تحت عنوان وقف لله هذا المشروع سيكون بمثابة وضع مكتبة في العيادات والمستشفيات، وكذا بعض المرافق العمومية تحوي على مصاحف وحصن المسلم وكتب تعلم كيفية أداء مختلف العبادات مثل الصلاة والصوم والاستغفار، حتى يشغل الشخص وقت انتظاره فيما يعود عليه بالنفع بالإضافة إلى مشروع جمع الألبسة والأفرشة الذي يتواصل على مدار موسم الشتاء. كلمة أخيرة نختم بها أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة التي سمحت لنا بالتعريف بمختلف الأعمال والأنشطة التي نقوم بها، كما أتمنى أن نواصل في هذا العمل لخدمة الدين والوطن.