شهدت عديد ولايات جنوب البلاد هذه الأيام تنظيم سلسلة من التظاهرات الثقافية والتراثية والشبانية ذات الطابع الوطني، التي أنعشت الحركة السياحية والثقافية لتزامنها مع العطلة المدرسية الشتوية. وتواصلت بولاية ورڤلة أولمبياد نشاطات الشباب في يومها الثالث بالمركب الجواري بالحي الجامعي، بمشاركة نحو 180 شاب من 23 ولاية. ويتنافس الشباب من فئة 13 إلى 30 سنة، على مدار خمسة أيام، مع عديد الأنشطة و المسابقات المبرمجة تتمثل في أنشطة فنية وأدبية من بينها العزف الموسيقي الفردي والشعر ومسرح المونولوغ ومنافسات رياضية في تنس الطاولة والشطرنج، كما أوضح المنظمون. وينظم ضمن هذه التظاهرة صالون لمنجزات الشباب في مجالات الإعلام الآلي والإلكترونيك وعلم الفلك والبيئة والتكنولوجيات الحديثة والوسائل السمعية، البصرية، بالإضافة إلى الفنون التشكيلية إلى جانب تنشيط ندوات وورشات حول ترقية إبداعات الشباب. نفس الأجواء تعيشها ولاية البيض التي تحتضن فعاليات اللقاء الوطني للرياضات الترفيهية للشباب بمشاركة نحو 160 شاب من 20 ولاية. ويتنافس المشاركون للظفر بالمراتب الثلاث الأولى في رياضات ترفيهية، على غرار لعبة البيار وتنس الطاولة والألعاب الإلكترونية والكرة الحديدية حسبما أوضح مسؤولو قطاع الشباب والرياضة. وترمي هذه التظاهرة، التي تشمل فئات عمرية تتراوح بين 13 و30 سنة، إلى توفير جو تنافسي بين المشاركين وترقية التبادلات الشبانية، كما أوضح المنظمون. ومن جهتها، تحتضن ولاية النعامة هذه الأيام فعاليات الطبعة الثالثة لأيام مسرح الطفل بمشاركة فرق مسرحية وبهلوانيين ومتخصصين في ألعاب الخفة يمثلون عدة ولايات، حيث تشهد إقبالا واسعا للأطفال ويستمتع الأطفال ضمن هذه الفعاليات، التي تدوم خمسة أيام، بباقة من العروض الفكاهية و المسلية والهادفة، والتي دأبت على تنظيمها كل سنة دار الثقافة بالنعامة بالتنسيق مع جمعية مسرح القرية الثقافية لمدينة المشرية وينشط هذه التظاهرة الثقافية عديد الفرق المسرحية من ولايات الجزائر العاصمة ومستغانم وتيارت والبليدة إلى جانب فرق محلية، كما ذكر المنظمون. وتم تسطير برنامج متنوع لهذا الموعد المسرحي الذي يتزامن افتتاحه مع إطلاق أشغال المسرح الجهوي للنعامة الذي أختيرت له أرضية بمحاذاة المركز الجامعي وغلاف يفوق ال380 مليون دج. وتهدف هذه التظاهرة المسرحية إلى تشجيع روح المبادرة والإبداع عند الطفل وتوفير فضاء للمواهب وتبادل للخبرات و ترقية الحركة الثقافية بالولاية، حسب المنظمين. وضمن هذه الحركية دائما، تتواصل بتيميمون بولاية أدرار فعاليات المهرجان الوطني أهليل في طبعته الثامنة الذي تنشّطه أزيد من 45 جمعية محلية، تراثية وفنية تحت شعار أهليل.. تراث الأجيال . وتهدف التظاهرة، التي تقام بمسرح الهواء الطلق على مدى خمسة أيام، إلى الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الذي صنف سنة 2005 كتراث عالمي لامادي من طرف منظمة الثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) والعمل على نقله بين الأجيال، مثلما أشار إليه محافظ المهرجان، أويدن سليمان. وعمدت المحافظة إلى العمل على ترقية التظاهرة وإعطائها بُعدا علميا أكاديميا أكثر منه ترفيهي من خلال إشراك باحثين وأساتذة ومختصين، قصد تسليط الضوء على الجانب التاريخي له ومضامينه، لإبراز أبعاده الاجتماعي والحضاري المتجلية في قصائد ايزلوان (أهليل)، مثلما أضاف أويدن. ويتضمن برنامج هذه الفعاليات تنظيم ندوة ثقافية على مستوى مكتبة المطالعة العمومية بتيميمون بالتنسيق مع مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا بجامعة أدرار حول تراث أهليل بعنوان مدونة أهليل.. دراسة في الأعلام والموضوعات ، كما تنظم مسابقة لاكتشاف وانتقاء المواهب المتألقة في أداء هذا التراث والتي تشمل 30 جمعية تراثية من مختلف بلديات إقليم قورارة.