انطلقت عشية الأربعاء، بمدينة تيميمون شمال ولاية أدرار فعاليات الطبعة السابعة للمهرجان الوطني "أهلليل" بمشاركة زهاء 30 جمعية تراثية وفنية. وتهدف التظاهرة التي تتواصل حتى نهاية الشهر الجاري تحت إشراف وزارة الثقافة إلى الحفاظ على هذا التراث العريق المصنف ضمن روائع التراث العالمي اللامادي من طرف منظمة اليونسكو منذ سنة 2005 من خلال ضرب موعد وطني سنوي بعاصمة إقليم قورارة لهذا الموروث التراثي العريق وإيصاله للأجيال القادمة مثلما أشار إليه محافظ المهرجان سليمان أويدن. وقد تميز حفل افتتاح هذه الفعاليات الذي أقيم بشارع أول نوفمبر وسط مدينة تيميمون بتنظيم استعراض متنوع وشيق للجمعيات الفنية والفلكلورية المشاركة حيث استقطب جمهورا غفيرا من المواطنين وزوار ولاية أدرار التي تعرف توافدا سياحيا متزايدا خلال هذه الفترة والذين استمتعوا بلوحة فنية فسيفسائية متميزة أبرزت ثراء التنوع الثقافي الذي تزخر به ولاية أدرار خاصة رقصة "تيزرو" المنحدرة من عمق التراث الشعبي بمنطقة قورارة. ولإعطاء التظاهرة بعدها الوطني وتوسيع المشاركة تم استدعاء 14 جمعية فنية خارج أهلليل الى جانب فرق من خارج ولاية أدرار على غرار الفرقة الفنية الوافدة من الجمهورية العربية الصحراوية وفرقة "زين قدح" التراثية القادمة من ولاية ورقلة والتي تهتم بتقديم التراث بطابع عصري. كما ستشهد التظاهرة التي تستقطب قرابة 1.000 مشاركا ضمن مختلف الجمعيات والفرق المشاركة إدراج لأول مرة مسابقتين في العزف على آلتي "التامجة" و"البنقري" تشمل 15 متنافسا باعتبارهما الآلتين الأساسيتين في أداء قصائد أهلليل بهدف الحفاظ عليهما خاصة وأن عدد الأشخاص الذين يتقنون الأداء على هاتين الآلتين التراثيتين أصبح يعد على الأصابع وبالتالي توسيع المنافسة من الطابع الغنائي الكوريغرافي إلى مجال العزف بالآلات الموسيقية المستعلمة في أداء هذا الترث الشفهي. ونظرا للطابع الشفهي الذي يغلب على تراث أهلليل على غرار مختلف أنواع التراث الإفريقي فقد سعت المحافظة الى تشجيع والتكفل بالمبادرات الرامية للتوثيق لهذا التراث من خلال التدوين والتسجيل والكتابة للانتقال من مرحلة الشفوية الى مرحلة الحفظ في المصنفات والكتب والمجلات وغيرها من الوسائط. وفي هذا الإطار أشار محافظ المهرجان الى محاولة قام بها السنة الماضية الأستاذ بن زايد محمد سالم من منطقة قورارة بتأليفه كتابا تضمن العديد من قصائد أهلليل لقيت استحسان الباحثين والمهتمين. وفي السياق ذاته ستحتضن المكتبة العمومية للمطالعة بتيتيمون أشغال ندوة فكرية بعنوان "مدونة الأهلليل دراسة في معجم الخصائص الفنية" تشمل تقديم مداخلات لأساتذة جامعيين وباحثين من مختلف ولايات الوطن تعالج "سيمائية الصورة في المشهد الأهلليلي" و''قراءة في مدونة مولود معمري ورشيد بليل حول أهلليل". هذا إلى جانب "الخصائص الفنية للأزلوان من خلال شيوخ أهلليل سيدي مولاي عبد الحي الشرويني أنموذجا" و"الحكمة في شعر أهلليل لالة ديمة لالة مريم أنموذجا". كما سيكون جمهور المهرجان على موعد مع انطلاق التنافس بين الجمعيات المشاركة حول أداء تراث أهلليل بمسرح الهواء الطلق بمدينة تيميمون التي تتواصل طيلة أيام التظاهرة إلى جانب الاستمتاع بسهرات موسيقية وعروض فلكلورية للفرق الفنية المخصصة لتنشيط المحيط بمختلف بلديات الولاية.