يبدو أن تواصل ارتفاع أسعار الدجاج والعديد من المواد الاستهلاكية الأخرى في العديد من الأسواق على مستوى العاصمة والولايات المجاورة لها لم يحرم العائلات الجزائرية من ولائمها التي اعتادت على تنظيمها كل سنة، كالاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة ما جعل هذه الأخيرة وفية للاحتفال ب يناير من خلال إحيائها لعادات وطقوس موروثة منذ القدم، تعبيرا عن فرحتهم بقدوم سنة جديدة، آملين أن تعم عليهم بالخير والصحة. فرغم مرور سنين طويلة، يصر الكثيرون على الاحتفال بهذا اليوم الذي يعد بمثابة ميلاد جديد لهم نظرا للقيمة العظيمة التي يوليها الجزائريون لهذا اليوم، حيث تستعد النساء والرجال معا للمناسبة أياما قبل حلولها من خلال اقتناء وتوفير كل متطلبات إحياء العادات والطقوس، والتي تطبعها الولائم والأطباق التقليدية الخاصة بالمنطقة وهو ما عبّر عنه بعض المواطنين ممن التقينا بهم خلال جولتنا الاستطلاعية. العائلات الجزائرية تتمسك بعاداتها للاحتفال برأس السنة الأمازيغية رغم تواصل ارتفاع أسعار الدواجن التي تجاوزت أسعارها ال400 دج للكيلوغرام الواحد في بعض الأسواق المحلية، باعتبارها من اللحوم الأكثر شعبية في مثل هذه المناسبات التي تحضّر على شرفها أشهى الأطباق، كالكسكسي والشخشوخة وغيرها، جعل بعض العائلات تكتفي بكميات قليلة منها او تعويضها باللحوم البيضاء المجمدة للاحتفال ب يناير ، وهو ما أكدته سميرة، ربة بيت، فهي معتادة على الاحتفال بهذه المناسبة كل سنة، مشيرة إلى أن غلاء أسعار الدواجن حرمها من إعداد وليمة كبيرة كالتي اعتادت على تحضيرها. إلا ان هذا لم يمنع العائلات الجزائرية للاستعداد والاحتفال بهذا اليوم وإن اختلفت مظاهر الاحتفال به من عائلة لأخرى ومنطقة إلى أخرى وذلك بإعداد أشهى وألذ الأطباق التقليدية مثل الكسكسي، الرشتة والشخشوخة وغيرها من الأطباق التقليدية التي تكون في مجملها مرفقة عادة باللحم او الدجاج. وفي هذا السياق، كانت قد بدأت العديد من المحلات والأسواق، منذ أسابيع، بالتحضير لهذه المناسبة الدينية بعرض شتى أنواع العجائن والحلويات والمأكولات الخاصة بهذا اليوم، خاصة أن الكثير من السيدات يفضّلن اقتناءها جاهزة بدل تحضيرها منزليا، حيث تعمد أغلبية الأسر الجزائرية على تحضير أطباق تقليدية مميزة وجمع جميع أفراد العائلة حول مائدة واحدة، حيث تعتبر فرصة ايضا للم شمل العائلة، ومن العادات المتوارثة بين الأجيال والتي لا تزال بعض العائلات الجزائرية محافظة عليها هي عادة التراز والتي يكون المبدأ فيها باختيار جفنة كبيرة وإحضار أصغر طفل في العائلة ووضعه بداخلها، ثم تقوم الجدة او اكبر امرأة بالعائلة بصب كيس من الحلويات فوق رأس الصغير، حيث وحسب العادات والتقاليد، فإن هذه العادة تقام كفأل خير مع حلول السنة الجديدة ولتكون السنة مزدهرة وحلوة على العباد والبلاد، ليتم بعدها حمل الحلويات المتساقطة وتوزيعها على كل أفراد العائلة في أجواء أسرية مميزة وحميمية، ومن بين العائلات التي لم تتخل عن هذه العادة القديمة الى يومنا هذا، عائلة الجدة كريمة التي تقول أنها لم تتخل يوما عن العادات والتقاليد، لتضيف ان الاحتفال بالسنة الامازيغية له مكانته وطريقته الخاصة للاحتفال به، فهي تعتبره بمثابة عيد تحضّر فيه الحلويات ومجموعة من الاطباق المميزة. الشيخ والعجوزة والڤرنينة.. عادات لا تزال حاضرة وكما جرت العادة ومع حلول هذه المناسبة، تقوم العديد من ربات البيوت بالتحضير لها مسبقا، عن طريق اقتناء بعض الحاجيات كالدقيق والسميد لصنع بعض المعجنات، كالمسمن والبغرير أو السفنج وهو ما أكدته خالتي العلجة، التي قالت: كنا في الماضي نحضّر السفنج بكميات كبيرة في اليوم الأول المصادف للحادي عشر من شهر جانفي ونوزعه على الجيران والأقارب ، مشيرة إلى أن جداتنا في الماضي يطلقن عليه تسمية الشيخ نظرا لشكله، وفي اليوم الثاني، تقدم مختلف أنواع الحلوى والمكسرات، ويطلق على هذا اليوم اسم العجوزة . أما في اليوم الثالث، فيطبخ فيه طبق الڤرنينة الحار .