عرفت الطبعة السادسة للمهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية الذي انطلقت فعالياته سهرة يوم الخميس بدار الثقافة أحمد عروة بالقليعة بتيبازة، تكريم الراحل الشيخ الصادق البجاوي، أحد قامات الطرب الأصيل الذي وافته المنية في مثل هذا الشهر من عام 1995 عن عمر ناهز 88 سنة. وقد ارتأت محافظة المهرجان تكريس تقليد تكريم الوجوه الفنية الراحلة التي تركت بصماتها خالدة في سجل الفن النبيل والأصيل، عرفانا وتقديرا لعطائهم وتشجيعا للأجيال والمدارس الصاعدة، حسبما أشار إليه محافظ المهرجان السيد جيلالي زبدة لدى افتتاحه التظاهرة باسم وزيرة الثقافة ووالي تيبازة. وقد تميّزت أجواء السهرة الأولى من المهرجان الذي تشارك فيه فرق أوروبية من فرنسا وإسبانيا والبرتغال إلى جانب المغرب وتونس وست فرق جزائرية بالاحتفالية، شارك فيها بالإضافة إلى العديد من الوجوه الفنية عائلة فقيد الأندلسي الشيخ الصادق البجاوي. وشكّل التكريم الخاص الذي أشرف عليه والي تيبازة السيد مصطفى العياضي فرصة أمام أبناء الشيخ الصادق البجاوي للوقوف على (آثار وذكرى الأب والفنان ومدرسة الحياة)، على حدّ تعبير أحد أبنائه الذي أعرب عن امتنانه للالتفاتة الطيبة. للإشارة، فقد أسس الشيخ الصادق البجاوي أول فرقة موسيقية بمدينة بجايةمسقط رأسه وعمره لا يتعدى ال20 سنة ثم سافر إلى الجزائر العاصمة وساهم في تأسيس الفرقة الموصلية، حيث احتكى بكبار رجال الفن آنذاك على غرار دحمان بن عاشور والحاج محفوظ وعازف المندول لبراتي ساسي. كما خاض الشيخ البجاوي الذي يعدّ أحد كبار أسلوب التينور الذي عرفته موسيقى الأندلسي و الحوزي سنوات الثلاثينات والأربعينات تجارب عديدة أهمها مساهمته في إنشاء اذاعة بجاية وتأسيسه لجمعيات (شباب الإنشراح) و(الشباب الفني). كما عرفت المناسبة تكريم قائد الجوق الجهوي للجزائر العاصمة مقداد زروق الذي استهل حفل الافتتاح بوصلات فنية راقية من النوبات والانصرافات والانشراحات، قبل أن يسدل الستار على اليوم الأول من المهرجان مع المجموعة الأندلسية لتيطوان المغربية التي امتعت هي الأخرى الجمهور القليعي المعروف بولعه وحبه للموسيقى الأندلسية. للإشارة، تتواصل سهرات المهرجان إلى غاية الثلاثاء 20 جانفي الجاري يتداول خلالها على ركح دار الثقافة بالقليعة ثلة من الفنانين المغاربة والأوروبيين، على أن تختتم فعاليات التظاهرة بتكريم الفنانة العاصمية نرجس، ويتعلق الأمر بسهرات تجمع بين الفرق المحلية والضيوف حيث سيكون الجمهور طيلة أيام التظاهرة على موعد مع ريم حقيقي والمجموعة الجهورية لتلمسان والمجموعة النموذجية لتيبازة وأوركسترا ميد رابح والفنان فاتح رونة رفقة المجموعة الجهوية لقسنطينة، إلى جانب فرقة شيوخ مدينة تاستورالتونسية، كما بإمكان الجمهوراكتشاف ألوان أخرى بمناسبة حضور فرق من أوروبا منها مجموعة الفادو البرتغالية وثلاثي فلامينكوالاسباني و فرقة سيراسينا من مرسيليا بفرنسا.