بعثت مسرحية صانع الخيال لمسرح قسنطينة الجهوي البهجة في نفوس الأطفال في عرضها العام الذي تم قديمه بعد ظهر الأربعاء الماضي بمسرح باتنة الجهوي، وذلك بالنظر لأشغال الترميم الجارية بمبنى مسرح مدينة الصخر العتيق، تحسبا لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015. وقد استمتع الحضور، الذين غصت بهم قاعة العرض، بهذه المسرحية التي ألفها فريد فروجي وعالجها دراميا وأخرجها ياسين تونسي حيث تفاعلوا بعفوية مع شخصياتها وهم الجد خيال ومساعديه طيف وسراب الذين صنعوا الفرجة لأكثر من الساعة على الركح. وتدور القصة داخل ورشة لإصلاح الساعات والمنبهات وتعالج أهمية الوقت وضرورة احترامه في الحياة، حيث تروي أحداثها تقصير طيف في احترام الوقت فيتوقف ليضطر الجد خيال إلى إرساله رفقة سراب إلى ملكة الوقت في رحلة مشوقة لتدارك اللحظات الضائعة تتخللها مواقف مؤثرة تبرز العديد من الصفات الحميدة كالحب والاجتهاد والتعاون والصداقة. وما شدّ انتباه الأطفال للخشبة لأكثر من ساعة، حسب آراء أغلب المتفرجين، ومنهم التلميذة مرام بن زديرة، الثانية ابتدائي، الديكور الذي اعتمد فيه المخرج على الساعات، حيث قالت: أعجبتني الساعات العملاقة التي جعلتني أحس بأنني في حلم، خاصة وأن الأشخاص الذين كانوا يحركونها وفقوا لدرجة أنها تتراءى لنا وأنها تمشي وتتحرك فعلا . أما بعض الأولياء الذين رافقوا أبناءهم وتابعوا المسرحية، فاعتبروا العرض تربويا يحث الأطفال على احترام الوقت، كما أنه يحمل الكثير من الجماليات التي جعلته يتوفر على عناصر الفرجة والإبهار التي تعد ضرورية في الأعمال الموجهة للطفل. وتعد هذه المسرحية التي نالت إعجاب عشاق أبي الفنون من الأطفال بباتنة أول إنتاج مسرحي موجه للأطفال لموسم 2015 لمسرح قسنطينة الجهوي.