أبرز الأطباء الأخصائيون المشاركون في المؤتمر الطبي المغاربي الرابع عشر لجراحة الأطفال، الذي تتواصل أشغاله، أمس، بالوادي، أهمية التأهيل البسيكولوجي لفائدة أخصائيي جراحة الأطفال كآلية ناجعة لتحسين أدائهم الطبي. وأكد في هذا الخصوص رئيس الجمعية الجزائرية لجراحة الأطفال، البروفيسور زين الدين صواليلي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، على ضرورة إدراج دورات تكوينية ضمن برنامج هذه اللقاءات الأكاديمية الطبية المتخصصة تدرس فيها طرائق التأهيل البسيكولوجي الموجهة للأخصائيين في جراحة الأطفال. وأشار إلى أن هذه الآلية التقنية تسمح، إلى حد بعيد، بتأقلم جراحي الأطفال مع المعطيات المتوفرة ببيئة العمل الجراحي وتعاطيهم الإيجابي مع تعقيدات الأعراض الجانبية الناتجة عن العمليات الجراحية للطفل. وأوضح البروفيسور صواليلي في ذات السياق أن آلية التأهيل البسيكولوجي لا علاقة لها بجزئية التكوين الطبي المتخصص للأطباء الأخصائيين، بل وظيفتها تكمن في تمكين جراحي الأطفال من أداء مهامهم الطبية في بيئة خالية من الضغوطات النفسية والاجتماعية. كما تطرق المشاركون إلى مسألة تنظيم دورات تكوينية لفائدة جراحي الأطفال تبحث آليات الاتصال الإيجابي مع أولياء الطفل المريض سيما ما تعلق منه بمسألة إعطاء التشخيص المرضي ومعطيات العملية الجراحية أو نتائجها سواء كانت إيجابية أو سلبية، باعتبار أن الاتصال غير المدروس مع ولي الطفل المريض يعتبر مصدر ضغوطات نفسية تؤثر سلبا على أداء الطبيب الأخصائي. وفي هذا الشأن، شدّد عديد الأطباء الأخصائيين على أهمية اعتماد الإعداد والتأهيل والتكوين النفسي المدروس للأولياء وذلك بغية تحقيق تعاطي إيجابي سليم مع الحالات المرضية الحرجة لأبنائهم، لافتين الى أن طبيعة التعامل وتعاطي الأولياء مع الجراحين والحالات المرضية لأبنائهم تؤثر تأثيرا مباشرا على نوعية الخدمة الجراحية المقدمة. ودعا عدد منهم السلطات الوصية ممثلة في وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى إلزامية التفكير في وضع إستراتيجية عمل مدروسة كفيلة باحتواء هذه الإفرازات السلبية التي تؤثر على نوعية الخدمات الصحية المقدمة لاسيما فيما يتعلق بضرورة وضع خطة عمل لتكريس ثقافة إيجابية لدى الأولياء في التأقلم مع الحالات المرضية لأبنائهم. للإشارة، فإن أزيد من 150 طبيب أخصائي من الجزائر وتونس والمغرب ينشطون فعاليات الطبعة الرابعة عشر للمؤتمر المغاربي لجراحة الأطفال ويهدف أساسا إلى تكوين الأطباء في مجال اختصاصاتهم الطبية والجراحية، كما أنه يشكّل فرصة للكفاءات الطبية الوطنية والمغاربية لتبادل المعلومات الطبية والخبرات الجراحية، كما أوضح المنظمون. ويتناول المشاركون في هذا الحدث العلمي عدة موضوعات طبية من بينها إعادة العمليات الجراحية لثلاثة أمراض خلقية لا تزال محل أبحاث علمية لدى الأطباء الأخصائيين في جراحة الأطفال وإعادة العمليات الجراحية لمرض انسداد المسالك البولية لدى الطفل ولمرض التهاب المفاصل والعظام لدى الطفل وغيرها. وتنظم هذه التظاهرة الطبية المغاربية الجمعية الجزائرية لجراحة الأطفال والفيدرالية المغاربية لجراحة العظام والجمعية المغربية لجراحة الأطفال والجمعية التونسية لجراحة الأطفال بالتنسيق مع جمعية طيبة للأعمال الخيرية بولاية الوادي.