فشلت وزارة التربية الوطنية ولليوم الثالث على التوالي من امتحان البكالوريا في احتواء فضيحة تسريب الأسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي دقائق بعد انطلاق الامتحان، ورغم تجنيدها لعدد كبير من الحراس والمراقبين إلا أنها وقفت عاجزة أمام تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال التي تم استعمالها لنشر المواضيع عبر الفايس بوك وتلقي الإجابات في محاولة للغش على المباشر. توالت مهازل امتحان البكالوريا لسنة 2015 لليوم الثالث على التوالي، حيث تم نشر وبطريقة سريعة صور الأسئلة لامتحان الفلسفة الخاص بشعبة الآداب والفلسفة واللغات الأجنبية إلى جانب أسئلة العلوم الطبيعية بالنسبة لشعب العلوم التجريبية، عقب مضي بضع دقائق على انطلاق الامتحان الرسمي، ومن ثم باشر المترشحون في تلقي الإجابات بنفس الطريقة التي تم من خلالها نشر الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق استعمال تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال في أكبر عملية غش على المباشر أمام أعين الوزارة والمسؤولين التي وقفت عاجزة أمام التصدي لهذه الظاهرة واجب وضع احتياطات لها مسبقا رغم الإمكانيات البشرية والمادية الهائلة التي جندتها طيلة السنة لإنجاح هذا الامتحان المصيري. نقابات التربية تتهم الوزارة بالفشل في تسيير البكالوريا من جهتها، اتهمت نقابات التربية الوطنية الوزارة الوصية بالفشل في تنظيم وتسيير هذا الامتحان المصيري الذي فقد مصداقيته بعد الفضائح المتتالية التي وقفت الوزارة عاجزة أمام إيقافها والتصدي لها منذ اليوم الأول من انطلاق الامتحانات، مستغربة عدم اتخاذها التدابير اللازمة من خلال قطع تقنية الجيل الثالث على مراكز الامتحان والاكتفاء فقط بمنع الانترنت. وأوضح مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام بالكناباست ل السياسي أنه مهما كانت الإجراءات التي ستتخذها الوزارة حاليا سيصعب عليها التحكم في الأمر، مشيرا إلى أنه كان من الأولى اخذ احتياطها منذ اليوم الأول للامتحان واستعمال أجهزة تشويش بمراكز الإجراء، مضيفا أن طريقة التهديد والتخويف لن تجدي نفعا، مؤكدا انه لا علاقة للمترشحين بتسريب صور الأسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإنما ذلك يحدث على مستوى الإدارة وفي إطار منظم. من جهته، أكد عبد الكريم بوجناح ريس نقابة الأسانتيو أن الوزارة أخطأت في تسير امتحان البكالوريا، مضيفا انه لو تم اخذ الاحتياطات اللازمة من خلال وضع أجهزة تشويش بمراكز الامتحان لما وصلت البكالوريا إلى هذا المستوى المتدني من خلال عمليات الغش. بدوره، ذهب ايدير عاشور، رئيس مجلس ثانويات العاصمة، إلى تحميل المسؤولية للمجتمع بأكمله بداية من وزارة التربية الوطنية التي تسعى إلى إنجاح اكبر عدد من المترشحين حتى لو كان ذلك عن طريق الرشوة، مرورا بمدراء المراكز ونوعية التأطير والحراسة الذين لا يقومون بمهامهم على أكمل وجه وصولا إلى أولياء التلاميذ الذين يشجعون أبنائهم على الغش من أجل النجاح، مضيفا فيما يتعلق بقطع الجيل الثالث عن مراكز الامتحان أن الإجراء مستحيل حاليا كونه يتطلب دراسة مسبقة، مشيرا إلى وجود 5 آلاف مركز امتحان وكل مركز يتضمن 50 حجرة، مشددا على ضرورة الصرامة في عملية تفتيش الممتحنين ومنعهم من إدخال أي هواتف نقالة مهما كان نوعها لمراكز الإجراء. في ذات السياق، حمل مسعود عمراوي، المكلف بالإعلام الاينباف، المسؤولية لوزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال، مستغربا عدم امتلاك هذه الأخيرة في سنة 2015 للإمكانيات اللازمة للوقف هذه الظاهرة كون وزارة التربية لا تملك التقنيات الضرورية. بن غبريط تنفي وجود اتفاق مع الجهات المعنية لتعليق خدمة 3G من جهتها، نفت وزيرة التربية نورية بن غبريت، فيما يتعلق بممارسة الغش المعلن عنه باستعمال تكنولوجيات الهاتف (الجيل الثالث) والشبكات الاجتماعية وجود أي اتفاق مع الجهات المعنية لتعليق الهاتف من الجيل الثالث داخل مراكز الإجراء، مشيرة إلى أنه طلب من رؤساء المراكز قطع الاتصال بالانترنت كإجراء احترازي، مؤكدة بأنها سوف تذهب في هذه القضية إلى أبعد الحدود. امتحان العلوم والفلسفة يمر بردا وسلام على المترشحين في سياق ذي صلة، مر امتحان العلوم الطبيعية بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية بردا وسلاما على المترشحين، الذي أبدوا ارتياحهم لسهولة مواضيع الأسئلة التي تم طرحها، حيث تم منح الممتحنين ورقتي امتحان لسؤالين مختلفين تضمنا كل منهما تمارين في الفصول الدراسية الثلاثة، حيث أكدت (نوال ر) في حديث ل السياسي أنه رغم طول التمارين إلا أن حلها كان سهلا مقارنة بامتحان الرياضيات، معبرة عن ارتياحها واطمئنانها لإمكانية تعويض ما ضاع منها من نقاط في امتحان الرياضيات بامتحان العلوم خاصة أن معامل المادة 06، وهو ما ذهب إليه التلاميذ الممتحنين في مادة الفلسفة بالنسبة لشعب آداب وفلسفة ولغات أجنبية الذين أكدوا أن أسئلة الامتحان كانت في متناول الجميع ما يمكن أي مترشح جد واجتهد من الإجابة عليها والحصول على نقاط تمكنه من النجاح في شهادة البكالوريا كون معامل مادة الفلسفة 05 ما يساعده على رفع معدله. أما بالنسبة لشعبة التسيير والاقتصاد الذين امتحنوا في مادة المحاسبة لم يكن حالهم كباقي الشعب، حيث أكد عدد معتبر من الممتحنين أن الأسئلة كانت صعبة وتضمنت دروس في الفصول الثلاثة، حيث تم منحهم موضوعين اختياريين إلا أن المترشحين أكدوا صعوبة الاختيار كون الموضوعين متشابهين ما صعب عليهم عملية الاختيار والإجابة.