يواصل النظام المغربي تماديه في التعتيم على تجاوزاته الخطيرة وانتهاكه لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، وأعرب العديد من مندوبي دول الاتحاد الإفريقي خلال أشغال الدورة ال 30 للجنة المندوبين الدائمين في بريتوريا عن قلقهم الشديد إزاء منع النظام المغربي للزيارة التي كانت مقررة ضمن رزنامة اللجنة الإفريقية لحقوق الانسان والشعوب إلى المناطق الصحراوية المحتلة. واستنكرت لجنة حقوق الإنسان والشعوب التابعة للاتحاد الافريقي في تقرير قدمته إلى الدورة ال30 للمندوبين الدائمين بالإتحاد الإفريقي التي انعقدت يومي 7 و8 جوان الجاري ببروتوريا عاصمة جنوب إفريقيا، العرقلة المغربية والمنع المستمر لكل محاولات اللجنة لزيارة المناطق المحتلة . وأكدت اللجنة أنها تبقى ملتزمة بتطبيق مقررات وتوصيات مفوضية الاتحاد الإفريقي بخصوص استطلاع الوضع الإنساني بالجمهورية الصحراوية لاسيما أجزائها المحتلة من طرف المملكة المغربية . من جانبها، طالبت لجنة المندوبين الدائمين لدول الاتحاد الإفريقي، المملكة المغربية بالسماح بإجراء زيارة اللجنة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب إلى الصحراء الغربية المحتلة. وخلصت لجنة المندوبين الدائمين لدول الاتحاد الإفريقي إلى رفع توصيات وملاحظات حول مختلف التقارير المقدمة بشأن ظروف عمل أجهزة وهيئات المفوضية الإفريقية لمناقشتها خلال الدورة ال27 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي وذلك تحضيرا للقمة ال25 لرؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي. وتشهد الأراضي الصحراوية المحتلة إنتهاكات متكررة لحقوق الإنسان تطال المواطنين الصحراويين العزّل، كان آخرها اعتقال الشاب والإعلامي الصحراوي صلاح لبصير، بذريعة صدور مذكرة بحث واعتقال في حقه تعود إلى سنة 2013 على خلفية مظاهرات سلمية بمدينة السمارة المحتلة طالبت بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وكان قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة العيون المحتلة قد أحال يوم الاثنين الماضي الشاب الصحراوي صلاح لبصير على سجن لكحل بمدينة العيون المحتلة بعد أن قضى حوالي 48 ساعة رهن الحراسة والاستنطاق لدى الشرطة القضائية مدينة السمارة المحتلة. وفي سياق متصل، يخوض معتقلون سياسيون صحراويون إضرابا إنذاريا عن الطعام لمدة 48 ساعة وذلك بعد استنفاذ كل سبل الحوار. وكما تعرض المواطن الصحراوي سعيد هداد، وهو من ذوي الإعاقة أول أمس الثلاثاء إلى الاعتداء بالضرب والتعنيف من طرف قوات القمع المغربية بحي الزملة بالعيون المحتلة، حسبما أفاد به المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان. وحسب إفادة سعيد هداد فإنه كان بصدد زيارة عائلة محمد الأمين هيدالة، قبل أن يفاجأ بتوقيفه من قبل مجموعة من عناصر الشرطة المغربية بزي مدني قاموا بتعنيفه وإرغامه على الصعود داخل سيارة الشرطة، حيث تعرض للضرب الجسدي وللتعنيف اللفظي.