لم يكفث ما يعايشه المرضى من الأطفال من معاناة مع الآلام حتى اصطدموا بالنقص الفادح الذي تعرفه بعض الأدوية الحساسة خاصة ما تعلق منها بعلاج السرطان على مستوى الصيدليات المركزية والمؤسسات الاستشفائية، ما جعلهم وأولياءهم يدورون في حلقة مفرغة خاصة أن هذا النقص من شأنه أن يضاعف من معاناتهم الصحية والنفسية على حد سواء، في الوقت الذي رصدت فيه الدولة مبلغ 180 مليار دينار لتجسيد مخطط مكافحة السرطان الذي لم يدخل حيز التنفيذ بعد رغم المصادقة عليها من طرف المجلس الشعبي الوطني. دق المختصون وعدد كبير من أولياء أطفال مرضى السرطان ناقوس الخطر بسبب ندرة بعض الأدوية الخاصة بعلاج سرطان الأطفال على مستوى الصيدليات المركزية والمؤسسات الاستشفائية خاصة أن هذه الأخيرة لا تتوفر بالصيدليات الأخرى نظرا لكون الدولة هي من تعمل على توفيره مجانا للمرضى، ما جعل الأطفال المصابين بالسرطان وأوليائهم في رحلة ذهاب وإياب نحو المستشفيات لعل وعسى يتم توفير الأدوية التي بإمكانها تخفيف ألم المرضى الذين وجدوا أنفسهم دون علاج ولا دواء، وقد أكد أولياء المرضى أن المؤسسات الاستشفائية تشهد منذ أشهر ندرة في أدوية علاج سرطان الأطفال خاصة تلك المصاحبة للعلاج الكيماوي، ما أدخلهم في دوامة وحلقة مفرغة ورحلة بحث عن بعض الجرعات في ظل عجز السلطات المعنية عن إيجاد حل لندرة الأدوية خاصة تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة. من جهته، أكد مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية للترقية وتطوير البحث ل السياسي أن الجزائر بين الحين والآخر تشهد ندرة في الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة بما فيها مرض سرطان الأطفال على مستوى المؤسسات الاستشفائية والصيدليات المركزية التابعة للمستشفيات، مرجعا السبب الرئيسي إلى عدم القدرة في القطاع على التحكم في هذه الندرة وكذا إلى سوء التسيير والتنظيم من طرف المشرفين على مجال الأدوية، وليس إلى الإمكانيات المالية التي تسعى الدولة إلى توفيرها لصالح هذه الفئة من ذوي الأمراض المزمنة. وأضاف مصطفى خياطي، أن كل الأدوية المتعلقة بمرض السرطان لا يتم توفرها على مستوى الصيدليات الخاصة وإنما تتواجد فقط بالمؤسسات الاستشفائية وتعطى مجانا للمرضى وهي تدخل في إطار تكلفة كل الأمراض المزمنة، مضيفا أن ما يتعلق بالأدوية المضافة المصاحبة للدواء الرئيسي خلال العلاج الكيماوي وأن كانت مهمة يمكن تعويضها بأخرى نظرا لتوفر البديل، إلا أن الأدوية الرئيسية لا يمكن إطلاقا تعويضها بأخرى وندرتها ممكن أن تؤدي بالمريض إلى مضاعفات خطيرة.