وجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رسالة الى الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى ال53 عيدي الاستقلال والشباب اول امس ، اكد فيها بأنه سيمضي عاكفا على أداء واجبه وفقا للعهدة التي منحها إياه أغلبية الشعب، مذكرا بمطالبة الشعب له بمواصلة المهمة التي -كما قال- شرفتموني بها ثلاث مرات،و قد استجبت للنداء و قبلت التضحية رغم ظروفي الصحية الحالية التي أحمد الله عليها تأسيا مني بالتضحية العظمى التي قدمها الأخيار من رفاقي في صفوف جيش التحرير الوطني الذين كتبت لهم الشهادة في ميدان الشرف . دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الشعب الجزائري، الى الحفاظ على الجزائر ومواصلة بنائها، بالقول أدعوكم بني وطني الأعزاء جميعا، مهما اختلفت مشاربكم السياسية، ومن حيث إن مصيركم الوطني مصير واحد, إلى ضم قوانا وطاقاتنا من أجل مواصلة بناء وطننا الجزائر، عاما بعد عام و جيلا بعد جيل، و الارتقاء بها إلى مستوى طموحاتكم و تطلعاتكم، و إلى مستوى الغاية المنشودة التي استشهد من أجلها شهداؤنا الأمجاد، كما تطرق رئيس الجمهورية ايضا الى ثورة نوفمبر الخالدة التي اكد انها إستطاعت بلورة الرفض المستمر الذي أبداه الجزائريون للسيطرة الأجنبية من خلال تحقيق وثبة وطنية جندت الشعب الجزائري في الداخل و الخارج، مبرزا التضحيات التي بذلها الشعب الجزائري في سبيل افتكاك حريته, وهي تضحيات يعجز الكلام عن وصفها و نعتها, فضلا عن التحديات التي ما زال لزاما على الجزائر أن تغالبها لكي تتجسد رسالة نوفمبر تامة غير منقوصة .واعتبر رئيس الجمهورية أن تاريخ الخامس من جويلية ينفرد بصبغة خاصة بين محطات التاريخ المعاصر للجزائر التي تستوجب إحياء ذكراها, لكونه يعد نهاية مطاف كفاح مرير لشعبنا ضد استحواذ وسيطرة المستعمر على أرضه . رئيس الجمهورية يجدد ثنائه على الجيش وسهره على سلامة الجزائر وجدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال هذه المناسبة، تقديره وعرفانه لأفراد الجيش الوطني الشعبي الذين يسهرون على سلامة الجزائر من أذى الإرهاب الدولي الذي يستفحل خطره في المنطقة، مذكرا بأن منظومة الدفاع الوطني ما انفكت تواصل تحولها الاحترافي و تعزز قدراتها و وسائلها بما يتساوق و مقتضيات حفظ السلامة الترابية و حماية آلاف الكيلومترات من الحدود البرية في محيط إقليمي غير مستقر جراء وجود بؤر للتوتر وآفتي الإرهاب الدولي و الاتجار بالمخدرات ، كما انتهز الرئيس هذه المناسبة للترحم على أرواح شهداء الواجب الوطني في صفوف القوات المسلحة و مصالح الأمن الذين جادوا بأرواحهم في سبيل دحر الإرهاب الهمجي المقيت و حماية المواطنين و ممتلكاتهم . الدستور بلغ مرحلته النهائية وفيما يخص مشروع الدستور قال رئيس الجمهورية،أنه قد بلغ مرحلة إعداده النهائية أو كاد، مؤكدا إلى تواصل تعزيز دولة الحق و القانون،بالتواتر مع الإصلاحات التي سيتم دعمها في جميع المجالات، ولدى تطرقه إلى موضوع الفساد, أوضح الرئيس بوتفليقة أن الجزائر ليست دون غيرها من البلدان مرتعا للفساد , مطمئنا الشعب الجزائري على أنها ليست و لن تكون فضاء للظلم أو الإقصاء الاجتماعي ،وشدد قوله على أن الجزائر ستواجه هذه الآفة بحرب لا هوادة فيها سلاحها سيف القانون , داعيا الذين يشككون في ذلك إلى الإطلاع على التقرير الصادرعن الهيئة المختصة في الأممالمتحدة المكلفة بمتابعة تنفيذ الاتفاقية الدولية للوقايةمن الفساد و محاربته ،ولفت النظر في ذات الصدد الى أن السياسة التنموية العمومية تشمل سائر أرجاء البلاد والتحويلات الاجتماعية المقتطعة من ميزانية الدولة لا نظير لها عبر العالم أجمع ، واعتبر أن هذه الحقائق من بين حقائق أخرى كان لا بد من إبرازها من أجل تقوية اعتزاز الشعب الجزائري المشروع و كذا تخفيف وطأة الانتظار لدى المواطنين الذين ما زالت بعض احتياجاتهم الأساسية تنتظر التلبية ، وألح الرئيس بوتفليقة على أن التنمية الوطنية ستسير, العام بعد الآخر, إلى الأمام وأن البرامج التنموية العمومية ستستجيب إلى احتياجات المواطنين من السكن أو الصحة أو التكوين ،كما أوضح أن تعبئة القدرات الاقتصادية، العمومية منها و الخاصة, متضافرة مع إسهام الشراكة الأجنبية, ستلبي ما هو قائم من طلبات التشغيل في كافة القطاعات عبر سائر التراب الوطني, لا سيما تلك الصادرة من الشباب . بوتفليقة يدعو لمزيد من الترشيد في النفقات وعن موضوع ترشيد النفاقات، دعا الرئيس الى تسيير الموارد المالية العمومية بطريقة راشدة، مؤكدا ان آفات الغش تعتبر من ألد أعداء الاستثمار الاقتصادي، النزيه ، موضحا أن الجزائر تواجه حاليا انهيارا في أسعار المحروقات وهذا الأمر يؤثر سلبا على المداخيل الخارجية للدولة ويستدعي انتهاج المزيد من الترشيد في تسيير الموارد المالية العمومية حتى نتمكن من اجتياز هذا الاضطراب الاقتصادي العالمي بسلام ، و أشار الى أن الجزائر تتوفر -إلى جانب احتياطات الصرف- على قدرات اقتصادية هامة وشباب متكون قادر على مغالبة تحديات العصر في مجالي التكنولوجيا والتنافسية ينبغي تعزيزها والحفاظ عليها. وتعهد الرئيس بوتفليقة بتحرير هذه المكسبات من إكراهات البيروقراطية وجعلها أيضا في مأمن من آفات الغش الطفيلية التي تكلف الخزينة العمومية الكثير ، داعيا الى ضرورة تثمين القدرات التنموية للبلاد بعيدا عن عراقيل التوجهات المتزمتة ومشيرا إلى أن البلدان التي تقاسمت معها الجزائر بعض المرجعيات الايديولوجية أصبحت اليوم تفرض نفسها كقوى تنتهج اقتصاد السوق بفضل تعبئة قدراتها الوطنية العمومية والخاصة والإعتماد على الشراكة الأجنبية، وذكر رئيس الجمهورية بالانجازات الاقتصادية المحققة في الجزائر في السنوات الأخيرة على غرار التحرر من عبء المديونية الخارجية وإطلاق ثلاثة برامج تنموية خماسية ضخمة وكذا العديد من البرامج التكميلية لفائدة ولايات الجنوب والهضاب العليا، واوضح بوتفليقة انه تم على مدى 16 سنة تسليم الملايين من السكنات وبناء آلاف المدارس والاكماليات والثانويات و توسيع الشبكة الجامعية بحيث شملت جميع الولايات وفتح المئات من المستشفيات الجديدة والعيادات المتعددة الخدمات والمراكز الصحية ووصل المناطق حتى وإن كانت نائية معزولة بشبكات الماء الشروب والكهرباء والغاز الطبيعي، ومكنت الاستثمارات العمومية والانعاش الاقتصادي -يضيف الرئيس- من تقليص نسبة البطالة من 30 في المائة خلال 1999 إلى قرابة 10 في المائة خلال العام الفارط (2014). هذه هي الرسالة بوتفليقة لاحزاب المعارضة أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن المعارضة في الجزائر تؤدي دورها على غرار أحزاب الأغلبية، مشددا على أن هذا الدور يتعين اليوم ترقيته في إطار نقاش ديمقراطي، وفي رسالة وجهها إلى الأمة بمناسبة إحياء الذكرى ال 53 لاسترجاع الاستقلال و العيد الوطني للشباب, توجه رئيس الجمهورية إلى مختلف مكونات الطبقة السياسية الوطنية و في المقام الأول إلى أطياف المعارضة التي أعرب عن تقديره لها, مؤكدا أن هذه الأخيرة تؤدي دورها في كنف مراعاة أخلاقيات الديمقراطية , على غرار --كما قال-- الأغلبية التي ساندت برنامجي أثناء الحملة الانتخابية .وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الدور المنوط بهذه التيارات يتعين اليوم ترقيته في إطار نقاش ديمقراطي من أجل زرع الأمل ومؤازرة ما يجب بذله من جهد .كما دعاها إلى استخلاص الدروس من التجارب التي مرت بها الجزائر التي دفعت قبل سنوات ثمنا باهضا جراء الخطابات الشعبوية والديماغوجية و التطاول على القانون . وأضاف قائلا في الصدد: فلنستخلص العبر من تلك التجارب الوخيمة حتى نغذي تعدديتنا السياسية والجمعوية والنقابية والتناظر النبيل حول برامج بديلة .وخلص الرئيس بوتفليقة إلى إبراز حاجة الشعب الجزائري إلى الإطلاع على الاقتراحات البديلة التي تروم تحسين مصيره , معربا عن يقينه بأنه سيعرف كيف يختار، بكل سيادة، أثناء المواعيد الانتخابية المتعارف عليها في نظام الجمهورية ، ولاشارة فقد ترحم رئيس الجمهورية امس، بمربع الشهداء بمقبرة العالية (الجزائر العاصمة) على أرواح شهداء حرب التحرير الوطني بمناسبة إحياء الذكرى ال53 للإستقلال.و بعد أن استعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية الشرفية قام رئيس الجمهورية بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري و قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء.و قد حضر هذه المراسم مسئولون سامون في الدولة و أعضاء من الحكومة.