أجمع أدباء من الجزائر والبلدان المغاربية بالعاصمة في ندوة حول الأدب واختراق الممنوع ، نظمت في إطار الطبعة ال8 لمهرجان الجزائر الدولي للأدب وكتاب الشباب، على أن سلطة المجتمع هي الطابو الأصعب للأديب في البلدان العربية. واعتبر الكاتب المغربي الشاب عبد العزيز الراشدي أن الأدب المغربي لم تعد أمامه مشكلة لانتقاد السلطة السياسية بقدر مواجهة المسلمات الاجتماعية والعرفية والدينية وحتى اليومية والتي يجد الكاتب صعوبة في التطرق إليها، مؤكدا أن على هذا الكاتب تفكيك سلطة المجتمع. وأضاف صاحب رواية مطبخ الحب ((2012 أن الكاتب الذي يتجرأ على الدين والسلطة، قد يصبح مشهورا ولكن الكاتب الذي يتجرأ على المواضيع والإشكالات الاجتماعية قد يعزل تماما من المجتمع خصوصا وأن القاريء المغربي والعربي عموما مازال تقليديا في تلقيه. واعتبر من جهته، الروائي والقاص التونسي إبراهيم الدرغوثي أن المواطن العربي سواء كان أديبا أم متلقيا لم يعد يخاف من الرقيب الحكومي وإنما من الرقيب الداخلي، مشدّدا في نفس الوقت على أن غياب الديمقراطية وروح الإختلاف في المجتمعات العربية هي السبب في عدم تقبل القاريء العربي للطابوهات. ونفى صاحب شبابيك منتصف الليل (1996) عن نفسه الآراء التي تقول أنه يكتب روايات إيروتيكية، معتبرا أن توظيف الجنسانية في أعماله، إنما هو ضرورة استدعاها البناء اللغوي للنص الذي قد يستدعي توظيفها أحيانا، مضيفا أن العديد من قصصه ورواياته قد تعرضت للمنع في تونس والبلدان العربية. وشدّد الأديب الجزائري والباحث في التراث محمد مفلاح على أهمية أن ينتقلالروائيون في الجزائر إلى تيمات دينية وتاريخية كالمأساة الوطنية في التسعينيات والتاريخ الجزائري إبان ثورة التحرير، بالإضافة للتاريخ الوسيط والقديم، معتبرا أن الكتابات حول الجنس والدين والسياسة في زمن الفايسبوك وحرية التعبير قد تجاوزها الزمن. وأضاف مفلاح الذي عرف خصوصا بروايته هموم الزمن الفلاقي ((1984، أن هذه القضايا مسكوت عنها من طرف المؤرخين الرسميين الذين غيبوا الكثير من الوقائع التاريخية، متأسفا في نفس الوقت لغياب الفضاءات للتعبير عن الذاكرة المجروحة ومضيفاأن الكتاب في البلدان العربية لا يناقشون كل الاقضايا المختزلة في اللاشعور ولهذافهم لا يكتبون روايات حداثية، على حد قوله. وعرفت الندوة حضورا محتشما للجمهور بالإضافة لغياب الكاتب والصحفي السوداني حمور زيادة الذي كان مبرمجا بدوره لتنشيط فعاليات الندوة. وتستمر الطبعة ال8 لمهرجان الجزائرالدولي للكتاب وأدب الشباب بساحة رياض الفتح بالعاصمة إلى غاية 29 جويلية الجاري بتنظيم ندوات فكرية أخرى حول مسألة الجوائز الأدبية في البلدان العربية وأدب المنفى، بالإضافة للتجريب والتجديد في الأدب العربي بمشاركة أدباء من الجزائر والعالم العربي. كما سيقام أيضا خلال هذه التظاهرة، التي تستضيف 55 أديبا من 20 بلدا، برنامج أدبي حول المنفى والعودة للوطن سيعرف تنظيم العديد من الندوات التي سيحضرهاأدباء وكتاب من الجزائر وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا.