نظمت أول أمس في إطار الطبعة ال8 لمهرجان الجزائر الدولي للأدب وكتاب الشباب، ندوة حول ”الأدب واختراق الممنوع”، أجمع من خلالها أدباء من الجزائر والبلدان المغاربية على أن ”سلطة المجتمع” هي الطابو ”الأصعب” للأديب في البلدان العربية. واعتبر الكاتب المغربي الشاب عبد العزيز الراشدي أن الأدب المغربي ”لم تعد أمامه مشكلة لانتقاد السلطة السياسية بقدر مواجهة المسلمات الاجتماعية والعرفية والدينية وحتى اليومية والتي يجد الكاتب صعوبة في التطرق إليها”، مؤكدا أن على هذا الكاتب ”تفكيك سلطة المجتمع”. وأضاف صاحب رواية ”مطبخ الحب” أن الكاتب ”الذي يتجرأ على الدين والسلطة قد يصبح مشهورا ولكن الكاتب الذي يتجرأ على المواضيع والإشكالات الاجتماعية قد يعزل تماما من المجتمع خصوصا وأن القارئ المغربي والعربي عموما مازال تقليديا في تلقيه”. واعتبر من جهته الروائي والقاص التونسي ابراهيم الدرغوثي أن ”المواطن العربي سواء كان أديبا أم متلقيا لم يعد يخاف من الرقيب الحكومي وإنما من الرقيب الداخلي”، مشددا في نفس الوقت على أن ”غياب الديمقراطية وروح الاختلاف في المجتمعات العربية هي السبب في عدم تقبل القارئ العربي للطابوهات”، ونفى صاحب ”شبابيك منتصف الليل” عن نفسه الآراء التي تقول أنه يكتب روايات إيروتيكية، معتبرا أن توظيف ”الجنسانية” في أعماله إنما هو ”ضرورة استدعاها البناء اللغوي للنص الذي قد يستدعي توظيفها أحيانا”، مضيفا أن العديد من قصصه ورواياته قد ”تعرضت للمنع” في تونس والبلدان العربية. وشدد من جانبه الأديب الجزائري والباحث في التراث محمد مفلاح، على أهمية أن ينتقل الروائيون في الجزائر ”إلى تيمات دينية وتاريخية كالمأساة الوطنية في التسعينيات والتاريخ الجزائري إبان ثورة التحرير، بالإضافة للتاريخ الوسيط والقديم”، معتبرا أن ”الكتابات حول الجنس والدين والسياسة في زمن الفايسبوك وحرية التعبير قد تجاوزها الزمن”. وأضاف مفلاح الذي عرف خصوصا بروايته ”هموم الزمن الفلاقي” التي صدرت سنة 1984، أن هذه القضايا ”مسكوت عنها من طرف المؤرخين الرسميين الذين غيبوا الكثير من الوقائع التاريخية”، متأسفا في نفس الوقت لغياب الفضاءات للتعبير عن الذاكرة المجروحة، ومضيفا أن الكتاب في البلدان العربية ”لا يناقشون كل القضايا المختزلة في اللاشعور ولهذا فهم لا يكتبون روايات حداثية” على حد قوله. وتستمر الطبعة ال8 لمهرجان الجزائر الدولي للكتاب وأدب الشباب بساحة رياض الفتح بالعاصمة إلى غاية 29 جويلية الجاري، بتنظيم ندوات فكرية أخرى حول مسألة الجوائز الأدبية في البلدان العربية وأدب المنفى، بالإضافة للتجريب والتجديد في الأدب العربي بمشاركة أدباء من الجزائر والعالم العربي. كما سيقام أيضا خلال هذه التظاهرة التي تستضيف 55 أديبا من 20 بلدا، برنامج أدبي حول ”المنفى” و”العودة” للوطن، سيعرف تنظيم العديد من الندوات التي سيحضرها أدباء وكتاب من الجزائر وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا.