مع كل موسم شتاء يعود مشكل قارورات غاز البوتان إلى الواجهة نظرا لما تشكله من خطر على حياة المواطنين، والتي أضحت معظمها منتهية الصلاحية كون إنشائها يعود إلى عهد السبعينات، ورغم ذلك لازالت تسوق من طرف مؤسسة نفطال رغم المخاطر الناجمة عنها التي حولتها إلى قنابل موقوتة في بيوت الجزائريين. تشكل قارورات غاز البوتان مع اقتراب كل موسم شتاء هاجس خوف لدى العديد من المواطنين، خاصة القاطنين بالقرى والمداشر التي تفتقر لشبكة الغاز الطبيعي والتي تضطر لاستعمال غاز البوتان بكثرة، حيث تزداد حوادث الاحتراق والاختناق بالغاز مع حلول فصل الشتاء، وتشير إحصائيات الحماية المدنية إلى أن هذه الحوادث اغلبها ناجمة عن اهتراء قارورات غاز البوتان المنتهية الصلاحية، والتي تعود صلاحية معظمها إلى السبعينات ما جعلها غير مطابقة لمعايير السلامة، حيث غالبا ما كانت هذه الأخيرة سببا في إبادة العديد من أرواح المواطنين، كما تسببت للعديد منهم بحروق متفاوتة الخطورة رغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية بشكل دوري للتحسيس بمدى خطورة الغاز وضرورة الاستعمال الجيد لقارورات البوتان مع ضرورة استبدالها بأخرى جديدة تخضع لمقاييس ومعايير تحفظ السلامة، مع الأخذ بعين الاعتبار وزن القارورة وطبيعتها وحجم الغاز فيها وقياس الضغط مع مراجعة العيوب التي قد تظهر عليها نتيجة الاستعمال المتكرر حيث كثيرا ما تحتوي هذه الأخيرة على ثقوب على مستوى قناة الربط والصمامات البلاستكية المستعملة للامان لتجنب الانفجارات وتسربات الغاز. وكانت مؤسسة نفطال قد أصدرت تعليمة خلال السنوات الماضية بمنع بيع قارورات غاز البوتان للمواطنين، مقابل استبدال القارورات المهترئة بهدف الحد من انتشار أكثر من قارورة في بيت واحد والحد ودفع المواطنين إلى إخراج القوارير المخزنة في بيوتهم لضمان استمرار سيرورتها في السوق الوطنية والحد من الكوارث الناجمة عنها، إلا أن ذلك لم يمنع من تسجيل عدد كبير من حوادث الاحتراق والاختناق بفعل غاز البوتان سنويا حسب إحصائيات الحماية المدنية، حيث يتم بشكل يومي تقريبا تسجيل عدة تدخلات لمصالح الحماية عبر الوطن لإجلاء مواطنين تعرضوا للاختناق بفعل تسرب الغاز الناجم عن قارورات البوتان، كما تسببت هذه الأخيرة في إبادة عشرات العائلات مرة واحدة، الوضع الذي بات يستدعي التدخل الفوري من طرف المؤسسة المعنية من أجل السحب وبشكل نهائي لقارورات الغاز القديمة والمنتهية الصلاحية منذ 20 سنة للحفاظ على أرواح المواطنين.