لازالت قارورات "البوتان" تحصد أرواح الجزائريين، مع كل فصل شتاء تتحول فيه هذه القارورات إلى قنابل حقيقية، أبادت عائلات بأكملها، مثلما حدث في العديد من الولايات، ما دفع مؤسسة نفطال إلى اتخاذ قرار يقضي بمنع بيع قارورات "البوتان" للمواطنين، والشروع في حملات توعية بمخاطر سوء استعمال غاز "البوتان"، الذي تعتمد عليه جّل العائلات القاطنة في القرى والأرياف وحتى المدن في تدفئة أفرادها والتخفيف من وطأة البرد القارس. حذرت مصالح الحماية المدنية في تعليمة خاصة من تزايد حالات الاختناق والاحتراق بغاز "البوتان"، والذي راح ضحيته منذ بداية السنة الجارية أزيد من 150 مواطن من مختلف الأعمار، ما دفع مؤسسة نفطال إلى إصدار قرار يقضي بمنع بيع قارورات غاز "البوتان" للمواطنين، مقابل استبدال القارورات المهترئة بأخرى جديدة بشكل مجاني، وذلك بهدف الحد من انتشار أكثر من قارورة أو قارورتين في البيت الواحد، لتفادي الحوادث الناجمة عن سوء استعمال قارورة الغاز. وفي هذا الإطار يقول مدير الاتصال بشركة نفطال، السيد كمال كردود: "إن القرار الذي أصدرته الشركة بمنع بيع قوارير غاز البوتان شريطة تقديم الزبون للقارورة الفارغة، جاء بهدف دفع المواطنين إلى إخراج القوارير المخزَّنة في بيوتهم وضمان استمرار سيرورتها في السوق الوطنية، مشيرا إلى وجود عدد كبير وكافٍ من القارورات لكنها غير مستعملة، بسبب ثقافة المواطن الذي يفضل تخزينها واللجوء إلى شراء أخرى". وأضاف أن مؤسسة نفطال أحصت أزيد من 20 مليون قارورة غاز متداولة في السوق الوطنية، بالإضافة إلى إنتاج 500 ألف قارورة جديدة سنويا بهدف التخلص من القارورات المهترئة التي من شأنها أن تتسبب في حوادث منزلية خطيرة. ومن جهته أكد الرائد نسيم برناوي، مسؤول الاتصال على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، أن الجزائر تشهد وتيرة متصاعدة في حوادث قارورات غاز "البوتان"، التي تحولت إلى قنابل موقوتة في بيوت الجزائريين بسبب سوء استعمالها. وأكد أن المشكل لا يكمن في قارورة الغاز بل في سوء استعمالها عن طريق سوء ربطها بالأنبوب، ما يتسبب في تسرب الغاز الذي يقابله انعدام التهوية فتحدث الكارثة، والتي عادة ما تكون انفجارا تنجر عنه حروق من الدرجة الثالثة أو وفيات. وأكد المتحدث أن مصالح الحماية المدنية كثّفت من حملاتها التحسيسية بتوعية المواطنين بضرورة الربط السليم لقارورة الغاز وغلقها المحكم بعد استعمالها، ووضعها في أماكن تتوفر فيها التهوية، بالإضافة إلى عدم تركها في متناول الأطفال. أكدت مؤسسة سونلغاز أن نسبة ربط الجزائريين بالغاز الطبيعي بلغت 81 من المائة. ما يعني أن 06 ملايين جزائري يعتمدون على قارورة غاز "البوتان" في حياتهم اليومية، وذلك في الطبخ والتدفئة ومصالح أخرى، ما يشير إلى الخطر الذي يحدق ب6 جزائري يعتمدون على إشعال مواقدهم ومدافئهم بغاز البوتان، الذي تختلف خصائصه عن الغاز الطبيعي، حسب السيد مختاري حسان، 45 سنة، "رصاص". الذي أكد "أن قارورة "البوتان" تتميز بضغط عال، ما يجعل الغاز ينبعث منها بضغط مرتفع، مقارنة بالغاز الطبيعي، وعند حدوث أي خلل في أنابيب الغاز ينبعث غاز البوتان بقوة وكثافة غير مرئية، ما يترتب عليه انفجارات وحوادث مميتة، مثل التي حدثت الأسبوع الماضي في قرية "الأربعاء ناث إراثن"، حيث انفجرت قارورة غاز، وقضت على خمسة أفراد من عائلة واحدة بينهم رضع وأطفال". وأضاف محدثنا أن الكثير من العائلات تشّغل المدفأة بقارورة الغاز دون تغيير مداخل الغاز "لي باك". وهذا ما تنجرّ عنه حوادث مميتة، جراء جهل المواطنين بالفرق الموجود بين الغاز الطبيعي وغاز "البوتان" الذي يتطلب تهوية أكبر وحيطة أشمل.