يتجدد مع كل مناسبة عيد مشكل غياب وانعدام وسائل النقل، ما يعكر على المواطنين فرحتهم بهذه المناسبة، حيث عرفت مختلف شوارع وبلديات العاصمة خلال اليوم الاول والثاني من عيد الفطر المبارك نقصا فادحا في المواصلات ما حرم عديد المواطنين من امكانية قضاء العيد مع أسرهم وزيارة أقاربهم. بدت العاصمة وككل مناسبة عيد خالية عن عروشها نتيجة لانعدام وغياب وسائل النقل خاصة على مستوى المحطات للنقل الحضري وشبه الحضري، ما تسبب في استياء العديد من المواطنين الذين توافدوا على محطات ومواقف النقل بغرض التوجه الى زيارة أقاربهم لتهنئتهم بالعيد، إلا ان عدم وجود قانون نظام مداومة يلزم سائقي الحافلات على المداومة خلال الاعياد والمناسبات جعل المواطنين يقضون ساعات تحت اشعة الشمس الحارة في انتظار وصول حافلات نقل المسافرين لكي تقلهم الى مقاصدهم، فيما فضل البعض الآخر استقالة سيارات الأجرة التي استغل بدورهم اصحابها فرصة غياب النقل وكثرة المواطنين الراغبين في التنقل من أجل رفع التسعيرة وفرض أسعار خيالية لنقلهم إلى مقاصدهم وذلك بغية الربح السريع، وهو الأمر الذي بات يتكرر مع كل مناسبة رغم الاجراءات والتدابير المتخذة لتوفير أحسن خدمة على مستوى مختلف الخطوط الرابطة بين بلديات العاصمة والمناطق المجاورة لنقل المسافرين، ورغم تحذيرات السلطات الوصية بضرورة ضمان الحد الأدنى لوسائل النقل. من جهة أخرى، ورغم توفر مختلف وسائل النقل الأخرى من مترو وترامواي وقطارات، إلا أن النقل الحضري وشبه الحضري يبقى هو المطلوب بكثرة وسط المواطنين خاصة القاطنين بالمناطق البعيدة عن خدمات النقل الأخرى، ونظرا لغياب قانون مدوامة يجبر الناقلين على العمل أيام الأعياد والمناسبات لتوفير أقصى نسبة من الخدمات، يبقى المواطن هو الوحيد الذي يدفع ثمن هذه الثغرة القانونية، في الوقت الذي يؤكد فيه القائمون على شؤون الناقلين أن سن قانون يضبط قائمة الناقلين المعنيين بالمداومة خلال أيام الأعياد مع وضع عقوبات صارمة ضد كل المخالفين وعدم الالتزام بنظام المداومة من شأنه أن يخفف من مشكل الانعدام شبه الكلي للمواصلات خلال المناسبات والأعياد.