تسير ظاهرة العنف ضدّ الأطفال في الجزائر نحو منعرج خطير، حيث بلغت ذروتها وهذا ما استدعي دق ناقوس الخطر والإسراع لإيجاد حلول من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي تمس هذه الشريحة الحساسة من المجتمع وتنتهك حق العيش للبراءة بدون أي ذنب، وأعادت قصتي أنيس و عبد الرحيم إلى الأذهان قصص أطفال تفنن قاتلوهم في تشويه جثثهم، في صور تقشعر لها الأبدان، فبين قصص هارون زكريا وابراهيم حشيش وشيماء وسندس وياسر تقتل البراءة بأبشع الطرق. إن الحديث عن مقتل الطفلين أنيس برجم و عبد الرحيم قرين يفتح من جديد ملف الاختطاف المصحوب بالقتل في الجزائر والذي يعد بمثابة ظاهرة جديدة لم تكن متفشية في المجتمع على هذا النحو، حيث لم يعد أحد من الأولياء في الجزائر يأمن على أبنائه من الشارع بعد أن انتشرت حوادث الاعتداءات والخطف والاغتصاب، ولم يسلم أطفال الجزائر من انتهاك براءتهم لا في الشارع ولا في المدرسة ولا حتى في أحضان أسرهم، سيناريوهات لقصص دخيلة عن مجتمعنا لم نكن نشاهد تفاصيلها إلا من خلال أفلام الرعب، وأعادت قصتي أنيس و عبد الرحيم تحريك ملف الإعتداءات التي يتعرض لها الأطفال الذين باتت تنتهك براءتهم جهارا نهارا ويتعرضون لشتى أنواع الاستغلال، وتؤكد تقارير مصالح الأمن والدرك الوطني أن حالات الخطف والقتل عادة ما يكون المتورطين فيها إما من الأقارب أو الجيران وتكون أسبابها في أغلب الأحيان الثأر وتصفية الحسابات، فيما يبرز الإعتداء الجنسي كعامل آخر. وفي هذا السياق وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم أول أمس إلى منزلي عائلتي الطفلين اللذين تم العثور عليهما مؤخرا ميتين بكل من العلمة (سطيف) وميلة حيث قدمت لهما تعازي الحكومة ودعت إلى ضرورة تظافر جهود الجميع من أجل حماية الطفولة.ففي بلدية التلة وتحديدا بمنزل والدة الطفل عبد الرحيم قرين الذي تم العثور على جثته بغابة بالمكان المسمى جرمان بالقرب من العلمة (سطيف) وبعد أن أعربت الوزيرة عن تضامنها العميق مع العائلة ذكرت بالمسؤولية التي تقع على عاتق المسجد والمجتمع المدني وجميع المواطنين من أجل وضع حد لحالات الموت الناجمة عن العنف والتي تحصد أطفالا أبرياء . وتساءلت كيف وصلنا إلى هذا الحد قبل أن تذكر بالجهود المتواصلة لمصالح الأمن من أجل ملاحقة المجرمين من جميع الجوانب وتقديمهم للعدالة. كما توجهت مسلم إلى منزل عائلة برجم بشلغوم العيد (ميلة) حيث تقدمت أيضا بتعازيها باسم الحكومة لأسرة الطفل أنيس (5 سنوات) الذي تم العثور على جثته منذ بضعة أيام بحي الكوف بميلة وووري جثمانه الثرى يوم الثلاثاء المنصرم بشلغوم العيد. ودعت والدي الطفل المتوفي إلى وضع الثقة في مصالح الأمن والعدالة الجزائرية التي تبذل جهودا كبيرة من أجل تسليط الضوء على ظروف وملابسات وفاة الطفل أنيس برجم. وبكل من التلة وشلغوم العيد شددت الوزيرة على المسؤولين المحليين لقطاع النشاط الاجتماعي على ضرورة السهر على تقديم المساعدة النفسية للأسرتين المفجوعتين.