تعيش مدينة تيسمسيلت على وقع فعاليات إحياء وعدة أولاد البلاد الصالحين التي تشمل تظاهرات تراثية متنوعة وتعد فضاء للتسامح وإصلاح ذات البين. وتتميز هذه الوعدة التي تختتم فعالياتها مساء أول أمس، بإقامة العديد من الأنشطة التي تطغى عليها الاستعراضات الفلكلورية على غرار عروض الفنتازيا بمشاركة أكثر من 20 من الخيالة، والتي تمتزج معها الأهازيخ وأنغام الموسيقي الشعبية وطلقات البارود ورياضة العصا التقليدية، مع تنظيم مؤدبات غذاء جماعية بمشاركة العديد من العائلات. وتتضمن هذه التظاهرة الشعبية تقديم مدائح دينية من أداء عدد من الفرق المحلية، إضافة إلى عقد حلقات الذكر وتلاوة كتاب الله والحديث النبوي الشريف، إلى جانب مشاركة شيوخ وأعيان مدينة تيسمسيلت في إصلاح ذات البين وحل النزاعات. كما تعرض بالمناسبة منتوجات حرفية تقليدية محلية منها الأواني الطينية والخشبية والمنتجات المصنوعة بمادتي الحلفاء والدوم. ويشكل هذا الحدث فرصة لشعراء القصيدة الملحونة على غرار محمد باشا وعبد القادر هني وقاسم شيخاوي، لتقديم ما جادت به قرائحهم من قصائد ترتكز مضامينها في مدح النبي صلى الله عليه وسلم واستذكار سيرة أولياء الله الصالحين. وتقوم العائلات بزيارة إلى أضرحة أولاد البلاد الصالحين سيدي بن تمرة و سيدي الهواري و سيدي خليفة . وقد استقطبت هذه الوعدة التي تتزامن عادة مع انطلاق حملة الحرث والبذر جموعا غفيرة من المواطنين قدموا من مناطق مجاورة لعاصمة الولاية على غرار بلديات خميستي والعيون وعماري وأولاد بسام، إلى جانب بلديتي حمادية وبوقارة (تيارت). وقد نظمت هذه التظاهرة طيلة يومين بمبادرة من الجمعية الثقافية أولاد سيدي الهواري لتيسمسيلت بالتنسيق مع المجلس الشعبي البلدي.