تمّ إحصاء ما لا يقل عن 32 نوعا من الطيور المائية المهاجرة خلال هذه السنة عبر مختلف المناطق الرطبة لولاية باتنة، حسبما علم من محافظة الغابات. وقد مكّنت عملية إحصاء قامت بها محافظة الغابات بالولاية بالتعاون مع الحظيرة الوطنية لبلزمة بباتنة وعديد المتطوعين من اكتشاف انخفاض محسوس في عدد الطيور المهاجرة التي تمثل 32 نوعا مكثوا بالمناطق الرطبة للمنطقة. وتم القيام بعملية إحصاء الطيور التي تتخذ من المناطق الرطبة للولاية، نقطة توقف أو منطقة تعشيش عبر محور الهجرة بين أوروبا وإفريقيا، ضمن الإحصاء الدولي المعهود للطيور المهاجرة الذي يتم في بداية كل سنة من طرف مختصين في علم الطيور، حسبما أوضحه سعيد فريطس إطار بمحافظة الغابات بالولاية المكلفة بهذه العملية. وتشمل هذه العملية متابعة حركة الطيور المهاجرة، لا سيما تلك المهددة بالانقراض مما مكّن من تحديد أكثر من 30 صنفا من الطيور أغلبها من الطيور المائية (البط الجراف والصفار والبري والرخامي). وأردف ذات المسؤول بأنه تمّ أيضا إحصاء غرات، دجاج الماء، نهسان، زقازيق وبلشونات وبلشونات بيضاء كبيرة. من جهته، يعتبر محمد بن ساسي مهندس بالحظيرة الوطنية لبلزمة بأن هذه المواقع ذات المنفعة الإيكولوجية الكبيرة، والتي تشكل مرتعا لتوقف وقضاء فصل الشتاء وتعشيش الطيور المهاجرة المتعددة تواجه العديد من التهديدات، وكذا تدهور التوازن البيئي الناجم عن النشاط البشري المتزايد إضافة إلى الصيد غير القانوني. وأضاف بن ساسي بأن هذه المناطق التي تزخر بكنز بيولوجي هام للغاية تحتاج لحماية وتثمين مثل تلك التي استهدفت مؤخرا غابات الأرز بالولاية. وقد شوهدت الطيور المهاجرة عبر مواقع بوزبرقة وتيمقاد وجنوب-شرق باتنة التي تجذب سنويا عديد أصناف الطيور المهاجرة التي تستقر في فصل الشتاء عبر عديد المناطق الرطبة. وأكد المشاركون في هذه العملية الذين لاحظوا غياب النحام الوردي الذي يكون في العادة متواجدا بأعداد كبيرة بالمسطحات المائية لباتنة، بأنهم يجهلون العوامل التي أدت إلى التغيير في سلوك الهجرة لهذا الطائر.