تسبب فيروس زيكا الذي انتشر مؤخرا في دول أوروبا بحالة استنفار قصوى، نظرا لما يشكله هذه الفيروس الناجم عن لسعة البعوض من مخاطر خاصة على النساء الحوامل، وتعتبر الجزائر من الدول التي ليست بمنء عن انتشار الفيروس على مستواها والذي قد ينتقل عبر الأشخاص المصابين خاصة بعد إعلان فرنسا لحالة التأهب بعد تسجيل أكثر من 100 حالة مصابة في مدينة مارتينيك الفرنسية وألف حالة مشتبه بإصابتهم. تواجه وزارة الصحة والسكان الجزائرية خلال هذه الأيام تحدي كبير لمواجهة فيروس زيكا الذي انتشر عبر الأمريكيتين ووصل إلى دول أوروبا في مقدمتها فرنسا، ما يستدعي منها اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة للتصدي لفيروس زيكا في حال انتشاره عن طريق الأشخاص المتنقلين من الخارج إلى الجزائر خاصة في ظل غياب أي لقاح لمواجهة والتصدي للمرض، ما يتطلب منها التنسيق والتعاون مع شركات النقل الجوي وإطلاعهم على أعراض وعلامات المرض وكيفية التعامل معها. من جهتها، دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بعد مواصلة فيروس زيكا الذي يؤدي إلى تشوهات خلقية خطرة عند الأجنة التي تولد مع رأس صغير جدا، انتشاره السريع في كل القارة الأمريكية، حيث تم رصد الفيروس لحد الآن في 21 بلدا من أصل 55، ولم يتم تطوير أي دواء أو لقاح ضده، مشيرة إلى أن فيروس زيكا الناجم عن لسعة بعوض، يشتبه في أنه قد يؤدي عند إصابة امرأة حامل به إلى تشوه خلقي في جمجمة الجنين الذي يولد مع رأس صغير جدا، موضحة أن البعوض الناقل للفيروس والمعروف بالبعوض المصري ينتشر حاليا في جميع بلدان القارة الأمريكية، مشيرة إلى أن هذا الفيروس من شأنه مواصلة الانتشار ليطال على الأرجح جميع البلدان والأقاليم في المنطقة التي يتواجد فيها البعوض. وبعد انتشار فيروس زيكا بالأمريكيتين جاء الدور اليوم على الدول الأوروبية في مقدمتها فرنسا التي أعلنت حالة التأهب من المستوى الثالث لمواجهة الفيروس وذلك بعد تسجيل أكثر من 100 حالة مصابة فى مدينة مارتينيك الفرنسية، كما أن هناك ما يزيد من 1000 حالة مشتبه بإصابتهم لمعاناتهم من نفس الأعراض، أما فى إسبانيا فإن هذا الفيروس لا يسبب قلقا سوى بعض المخاوف أن تأتى عدوى من الخارج، وبدورها دعت روسيا إلى اتخاذ التدابير لمواجهة البعوض الذي ينتقل عبر الأشخاص المصابين من خلال تنقلهم، فيما تم تسجيل أمس أول إصابة بالفيروس في الدنمارك. في ذات السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أفضل وسائل لتجنب الإصابة تقضي بالابتعاد عن مياه المستنقعات حيث يتجمع البعوض واستخدام مواد لطرد البعوض واستعمال الناموسيات، كاشفة أن الفيروس ينقل عبر الدم ولم يتم تطوير أي علاج شاف أو لقاح ضد هذا المرض، وما يتوافر حاليا يقتصر على علاجات من أعراضه التي تشبه بشكل رئيسي تلك العائدة للأنفلونزا (ارتفاع الحرارة وآلام الرأس) مع طفح جلدي، وتظهر عادة خلال فترة تتراوح بين ثلاثة و12 يوما بعد التعرض للسعة البعوض.