توالت النداءات الدولية مطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين في مختلف المعتقلات المغربية والمضربين عن الطعام احتجاجا على محاكماتهم الجائرة واعتقالهم التعسفي. ووجهت منظمة العفو الدولية "أمنيستي" ضمن هذا الزخم نداء عاجلا للسلطات المغربية للإفراج عن المناضلين الحقوقيين الصحراويين ال13 المحبوسين في سجن سلا بالمغرب والذين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ الفاتح مارس الماضي لإسماع صوتهم وكسر حاجز الصمت المفروض عليهم من وراء زنزانات اعتقالهم. وأدانت المنظمة غير الحكومية محاكمة هؤلاء المعتقلين السياسيين من قبل محكمة عسكرية مغربية منذ عام 2013 التي أصدرت في حقهم أحكاما قاسية تصل إلى غاية 20 عاما سجنا. وكانت جبهة البوليزاريو استوقفت مؤتمر النقابات البريطانية لدعوة الحكومة البريطانية إلى التدخل لدى السلطات المغربية لحملها على الإفراج عن هؤلاء المعتقلين وباقي سجناء الرأي الصحراويين. وأشارت جبهة البوليزاريو إلى أهمية التطورات الأخيرة حول مسألة الصحراء الغربية منذ زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى الأراضي الصحراوية المحررة ومخيمات اللاجئين الصحراويين وكذا الوضعية "المأساوية" للنشطاء المدنيين الصحراويين السجناء لدى المحتل المغربي. ويضم مؤتمر النقابات البريطانية نقابات عمال أهله ليكون أكبر منظمة عمالية في المملكة المتحدة بانخراط أكثر من 7 ملايين عامل في صفوفه. وفي هذا السياق أكد محمد علي محمد ليمام ممثل البوليزاريو في المملكة المتحدة على ضرورة حصول السلطات المغربية "على رسالة واضحة وقوية حول الانتهاكات الدائمة للحقوق الأساسية للصحراويين في الأراضي الصحراوية المحتلة التي لا يمكن الاستمرار في التسامح معها والتي ينبغي أن تتوقف". وشرع السجناء السياسيون الصحراويون لمجموعة "اكديم ازيك" المعتقلون في سجن سلا بالقرب من العاصمة الرباط في الفاتح مارس في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم التعسفي المستمر منذ أكثر من خمس سنوات. ويطالب المعتقلون الاعتراف لهم بصفتهم سجناء سياسيين وتحويلهم إلى سجن العيون للاقتراب من عائلاتهم التي توجد على بعد أكثر من 1200 كلم وكذا إعادة محاكمتهم وإطلاق سراحهم الفوري وإلغاء أحكام محاكمة سنة 2013. في سياق آخر صنفت الصحراء الغربية من بين الدول الأكثر تلغيما في العالم حيث أنها تضم أكثر من 9 ملايين لغم مبعثر على طول أراضيها مما زاد من معاناة الشعب الصحراوي على مدى عقود من الزمن لما تجره من مشاكل بيئية وأضرار وخسائر في الأرواح بين صفوف المدنيين والعسكريين على حد السواء مما يعتبر "جريمة" بحق الأرض والإنسان الصحراويين. وحسب تقديرات الأممالمتحدة فإن حوالي 100الف كيلومتر مربع من الصحراء الغربية تأثرت بالألغام والقذائف الحية نتيجة تراكم سنين من الصراعات والاستعمار. وحسب خبراء عسكريين فإن المغرب قام بإقامة حقول ألغام مضادة للمركبات داخل وحول الجدار الفاصل الذي يقسم الصحراء الغربية الى جزئين. كما أن هناك جدران دفاعية ملغومة داخل المنطقة تحت سيطرة القوات المغربية من الجانب المحتل تمتد من بوجدور على شكل هلالي لتشمل السمارة والكايز والمناطق المحيطة طولا حتى الحدود المغربية الصحراوية. وقامت جبهة البوليزاريو منذ عام 2007 بتدمير مخزون مهم من الالغام في وقت شرعت فيه منظمة أهلية بريطانية لمكافحة الألغام في توعية البدو الرحل بكيفية اجتنابها. وأكدت العديد من الهيئات الأممية والحقوقية في على ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام بهذه "الكارثة البيئية" خصوصا بعد الزحف العمراني والسيول التي تجرف وتعري هذه الألغام المميتة التي تتسبب في كوارث إنسانية. ويرفض المغرب التوقيع على المعاهدة الدولية لمنع وحظر الألغام مستمرا بذلك في إدامة المأساة من خلال جدار العار العازل والألغام بالصحراء الغربية في حين أن جبهة البوليساريو وقعت على اتفاقية جنيف لمنع الألغام سنة 2005.