جدّد سكان حي أولاد منديل ببلدية الدويرة بالعاصمة، مطلبهم بضرورة التدخل العاجل لحل الأزمة التي يتخبطون فيها والمتعلقة بالنقص الكبير، بل انعدام المياه الصالحة للشرب بحيهم، ما جعلهم يضطرون لقطع مسافات طويلة نحو الأحياء المجاورة، لجلب هذه المادة الحيوية، في ظل احتياجاتهم المستمرة لها خلال هذا الفصل الحار، بالرغم من النداءات المتكررة للسلطات الوصية بضرورة التكفل بهذا المشكل، وقد اشتكت بعض العائلات القاطنة بحي أولاد منديل، من النقص الكبير للمياه الصالحة للشرب منذ حلول فصل الصيف، حيث تضطر يوميا لاقتناء المياه المعدنية، بأثمان باهظة، غير أن ما زاد من استياء هذه الأسر وتذمرها، تخوفهم الكبير من احتمال الإصابة بأمراض مختلفة جراء نوعية المياه التي يتزودون بها من مختلف الآبار الموجودة ببعض المناطق المحاذية للحي، الوضع الذي اعتبره السكان غير ''عادل''، خاصة وأن بلدية الدويرة لا تبعد عن العاصمة سوى بكيلومترات معدودة، وقد طالب هؤلاء السلطات الوصية بضرورة التكفل بمعاناتهم اليومية المتمثلة في تذبذب توزيع المياه الصالحة للشرب، مضيفين أنهم يضطرون لشرب مياه الآبار لإنقاذهم من العطش المحدق بهم، لتبقى هذه المصادر غير صحية تهدد صحتهم، وتساءل العديد من السكان عن سبب عدم تزويدهم بالمياه الصالحة للشرب يوميا، كباقي بلديات العاصمة الأخرى، مشيرين إلى أنهم يستفيدون من المياه الصالحة للشرب مرة واحدة كل عشرة أيام، وهو مايعتبر حسبهم غير كاف نهائيا· فيما يطرح مشكل غياب التنمية عن الحي الذي يوحي إلى زائره بالحياة البدائية التي عاشها أجدادنا خلال ثورة نوفمبر الخالدة، حيث يفتقر الحي لطرقات مهيأة بالشكل المطلوب، بحيث يتوفر على طريق رئيسي واحد يربطه ببلدية تسالة المرجة ودائرة الدويرة، في الوقت الذي تبقى فيه الطرقات الداخلية محط إهمال من طرف السلطات المعنية بهذه الأشغال، حيث لا نكاد نستطيع وصف الممرات الموجودة بالحي بالمسالك الترابية، وذلك لسو وضعيتها، كونها غير معبدة أو غير مستوية، وهو ما شكل عائقا أمام أصحاب المركبات الذين لا يملكون إمكانية الولوج إلى مساكنهم، إلا بصعوبة كبيرة يتخللها، خطر تلف مركباتهم، ولعل العزلة التي يشكوا منها الحي في ظل غياب أية مرافق خدماتية من دكاكين ومواقف للحافلات التي لا تمر إلا لثلاث مرات يوميا على أحسن تقدير، ولما سردته السيدة عائشة نصيب كبير من الحسرة، حيث تقول '' لا نستطيع التوجه إلى المكان الذي نقصده متى أٍدنا بل علينا انتظار فترة مرور الحافلة، حتى نتمكن من التوجه نحو الدائرة، كما لا يمكننا العودة إلى منازلنا متى أردن، فننتظر الكثير من الوقت تحت أشعة الشمس الحارقة، أو برد الشتاء القارس، دون أن تكلف البلدية نفسها توفير الخطوط المناسبة التي ترحمنا من عناء الانتظار لوقت طويل''، وفي هذا الإطار طالب سكان أولاد منديل بضرورة التفكير في تحسين وضعيتهم، خصوصا وأن الحي يشكل قبلة جديدة للأغنياء ممن يملكون كل الإمكانيات التي تساعدهم على الراحة في معيشتهم وتنقلاتهم، فيما يبقى البسطاء حسب أقوالهم، في انتظار رحمة المسؤولين المحليين·