أثارت الأخبار المتداولة عن تسريب مواضيع امتحان بعض مواد شهادة البكالوريا على شبكة التواصل الاجتماعي "تذمر و استنكار" التلاميذ وأوليائهم، و تسببت في التشويش على أبنائهم و منعهم من التركيز في الامتحان. وفي جولة استطلاعية قادت وأج في اليوم الرابع من الامتحان، إلى عدد من مراكز الامتحان بالجزائر العاصمة، على غرار ثانوية محمد بوضياف (المدنية) و ثانوية ابن الهيثم (العناصر) و الإدريسي (ساحة أول ماي) و غيرها عبر المترشحون عن "تذمرهم و استنكارهم و سخطهم" من تداول أسئلة البكالوريا لا سيما تلك المتعلقة بشعبة علوم الطبيعية والحياة و شعبة الأدب و اللغات عبر شبكات التواصل الاجتماعي منذ اليوم الثاني من الامتحان. وفي الموضوع عبرت المترشحة إيمان (18 سنة ) بثانوية محمد بوضياف الذي خصص للأقسام العلمية عن تذمرها من تسريب مواضيع البكالوريا ،مؤكدة أنه "من غير المعقول أن يكون التلميذ النجيب الذي قضى سنة كاملة في الكد و الجهد وسهر الليالي من أجل التحضير لامتحان البكالوريا و النجاح، ليأتي يوم الامتحان تلميذ آخر كسول قضى السنة في الكسل و اللعب و يتمكن من تقديم أجوبة صحيحة في الامتحان في ظرف قصير دون بذل أي جهد". بدورها ، اعتبرت المترشحتان داليا و خديجة، أن "ظاهرة تسريب مواضيع البكالوريا خطيرة تمس بمصداقية هذا الامتحان المصيري" ، مشيرتين إلى أن العملية "تهز نفسية المترشح في العمق" لا سيما الذين فضلوا المراجعة عشية الامتحان في ظل القلق و الخوف، بدل الإطلاع على المواضيع على شبكات التواصل الاجتماعي مثلما فعله التلاميذ الذين لا يعرفون قيمة الجهد و التعب و القلق. و عبرت داليا في هذا الصدد، عن رفضها تقبل ان يأخذ تلميذ غير نجيب مكانا في الجامعة، و في أحسن التخصصات على غرار الطب ،فيما يوجه التلاميذ النجباء إلى تخصصات أخرى. و بالنسبة للمترشحات سهى و آسيا و رشا، اللواتي لم يصدقن حدوث تسريبات لمواضيع البكالوريا، اعتبرن أن المترشحين الذين اطلعوا على الموضوع قبل الامتحان عبروا عن فرحتهم في الأقسام مما تسبب في التشويش على التلاميذ الآخرين الذين لم يطلعوا على المواضيع مما تسبب في إحباط معنوياتهم. واعتبرت اسيا ان هذه العملية تسببت في تذبذب تفكير التلاميذ و حيرتهم بين مراجعة الدروس و الإطلاع على المواضيع التي ربما يتم تسريبها عبر شبكات التواصل الإجتماعي (فايسبوك)، قائلة لم اتمكن من الحفظ، لكوني كنت منشغلة بالإطلاع على صفحات فايسبوك للإطلاع على المواضيع المتعددة التي تم نشرها على صفحات التواصل الإجتماعي. و بثانوية ابن الهيثم ،عبر كل من شعيب و امين و عمر عن تذمرهم من تسريب المواضيع و تمكن التلاميذ غير النجباء من الإجابة ،مما "يمس بمبدأ تكافؤ الفرص". من جانبها اكدت المترشحة ليلى ان تسريب المواضيع، و التاكد من انها نفسها عند فتح الأظرفة تسبب في اصابتها بحالة هستيرية صعبة خلال الإمتحان حيث انفجرت بالبكاء و لم تستطع تمالك نفسها من شدة الصدمة و فضلت الإجابة على الموضوع الثاني في التاريخ و الجغرافيا الذي لم يسرب. وقال التلاميذ انهم "يحملون القائمين على القطاع مسؤولية تسريب المواضيع"، معتبرين انه "من غير المعقول تسريب هذا الكم الهائل من المواضيع ، قبل اجتياز امتحان التاريخ و الجغرافيا وان لا تلجأ الوزارة للمواضيع الإحتياطية في امتحان اليوم". و قال شعيب، الذي يجتاز البكالوريا للمرة الثانية في شعبة الادب و اللغات انه اطلع على موضوع التاريخ و الجغرافيا في حدود منتصف الليل و تبين عند توزيع المواضيع انه نفسه الذي تم تداوله في الفايسبوك. أما ياسمين التي كانت مصحوبة بصديقة لها، قالت انه تم فعلا نشر و تسريب مواضيع البكالوريا لا سيما مواضيع العلوم الطبيعية بالنسبة لشعبة علوم الطبيعة والحياة والتاريخ و الجغرافيا بالنسبة لشعبة الادب و اللغات في فايسبوك (بكالوريا لغات أجنبية) و ذلك قبل منتصف الليل وكانت الاسئلة مرفقة بالأجوبة. أولياء التلاميذ ينتظرون رد فعل الوزارة و القطاعات المعنية من جانبهم، أكد أولياء التلاميذ بعد خروج أبنائهم من الإمتحان أن تسريب مواضيع البكالوريا يضرب مصداقية الشهادة و القطاع، متسائلين عن مصير الإتفاقية التي وقعتها وزارة التربية الوطنية مؤخرا مع وزارة البريد و تكنولوجيات الإعلام و الإتصال. اعتبرت السيدة حسينة، أنها تتابع مستجدات بكالوريا 2016 بكل اهتمام ،وقد ذهلت سهرة اليوم الأول من نشر مواضيع الإنجليزية والفرنسية والعلوم الطبيعية شعبة علوم الطبيعة الحياة على شبكة التواصل الإجتماعي معتبرة ان الهدف من ذلك هو التشويش على التلاميذ وضرب مصداقية البكالوريا. وفي سياق ذي صلة عبرت هذه السيدة ،أن ابنها البكر الذي يجتاز البكالوريا هذه السنة، رفض الإطلاع على المواضيع نظرا للأخلاق العالية التي يتميز بها ورفضه الحصول على البكالوريا دون مجهوده الشخصي. وتساءلت ايضا عن مصير الإتفاقية التي وقعتها وزارة التربية الوطنية مع وزارة البريد و تكنولوجيات الإعلام والإتصال وكذا مع الجهات الأمنية لتأمين المواضيع. من جانبها عبرت ام سندس و ام سمية "عن جام قلقهما و تذمرهما" من هذه الممارسات التي تهدف إلى ضرب الأخلاق و القيم التي عملتا على تلقينها لأبنائهما. وقالت ام سمية ان ابنتها المتميزة برهف حسها عملت منذ مطلع السنة على تحضيرها سيكولوجيا لعدم الخوف من الإمتحان و التركيز في الإجابة ، غير ان تسريب المواضيع هز كيان ابنتها و جعلها ترى الأمور بنظرة مغايرة. للتذكير فقد أعلنت وزارة التربية الوطنية صبيحة اليوم الأربعاء أنه تم فتح تحقيق حول ما تداولته بعض الأطراف بشأن تسريب مواضيع امتحان شهادة البكالوريا على شبكة التواصل الإجتماعي لكشف المتسببين في ذلك ومتابعتهم.