تسجيل هزة إرتدادية بقوة 3ر3 درجات لا يزال سكان ميهوب بالمدية يعيشون الرعب إثر تواصل الهزات الأرضية التي تحدث بين الحين والآخر، والتي كان آخرها أول أمس في حدود الساعة 20سا و46 دقيقة جنوب منطقة ميهوب بلغت شدتها 3 ر3 درجات على سلم ريشتر، حسبما أفاد به مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء. يطغى جو ثقيل على منطقة ميهوب منذ ثلاثة أيام عقب الزلزال الذي بلغت شدته 5.3 درجات على سلم ريشتر، والذي ضرب هذه البلدية الهادئة في 29 ماي الفارط، وتبدو علامات القلق على وجوه السكان الذين يتجولون في الشوارع الضيقة بوسط المدينة بحثا عن أخبار سارة، وذلك بعدما أنهكتهم الليالي الطويلة التي قضوها خارج منازلهم على إيقاع الهزات الارتدادية. أجواء تتميّز بتأخر المساعدات التي وعدت بها السلطات وندرة كبيرة في الخبز والمواد ذات الاستهلاك الواسع، حيث أصبح متطوعون يعملون على تزويد السكان بالخضر والفواكه من عين بسام البويرة ، في حين تمّ توزيع 17 خيمة على السكان في الوقت الذي تم إحصاء احتياجات أكثر من هذا العدد، وذلك رغم وعود السلطات المحلية لدى زيارة وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون لبلديتي ميهوب ومزغنة بتوفير العدد الكافي من الخيم في الساعات القادمة. ولم يفهم محمد حمداني أحد سكان المدينة سبب هذا التأخر، الأمر الذي دفعه إلى تحويل سيارته إلى بيت مؤقت لوالديه المسنين، ونجد حالات مماثلة في عاصمة البلدية ميهوب التي مسها الزلزال أكثر من القرى والمناطق الريفية الأخرى مثل موزوبية ومتفر وخلايفية وأولاد ابراهيم وأولاد العوفي. ولم يخف سكان هذه القرى امتعاضهم من هذه الوضعية والذين اعتبروا أنفسهم منسيي الدولة ، كل الأنظار تتجه نحو وسط ميهوب بينما توجد عشرات العائلات هنا بدون سقف وتقضي لياليها في العراء ، حسبما ذكره محمد فولات رب عائلة يقطن في قرية أولاد محمد على حدود بلديتي ميهوب والعزيزية والذي إنهار بيته المبني بالطوب بسبب الزلزال. وبلغ غضب سكان ميهوب المعروفين بهدوء الطباع ذروته مع مرور الأيام. وأعلم هؤلاء السكان السلطات المحلية بحر الاسبوع المنصرم بمناسبة تنقل إلى عين المكان أعضاء من خلية الأزمة التي يترأسها الأمين العام للولاية، حيث قاموا بإغلاق المحور الرئيسي للمدينة ومنعوا الوفد من مغادرة مقر البلدية حيث كان ينعقد اجتماعا لتقييم الوضع. وتمت محاصرة مقر البلدية الذي تضرر كثيرا من الزلزال من طرف المواطنين المطالبين باتّخاذ إجراءات ملموسة وكانوا مستعدين لمواصلة احتجاجهم، غير أن الحصار فك عقب ساعات طويلة من النقاش والمفاوضات، كما الْتزم الأمين العام الحاج مقداد بتسليم قبل نهاية اليوم الأول مجموعة من الخيم. وتمّ فعلا جلب 123 خيمة لوسط مدينة ميهوب ليتم توزيعها. كما بعثت الحماية المدنية ب17 خيمة غداة الزلزال حيث نصبتهم في مدرسة بميهوب، تمّ إيواء عدد من العائلات فيها مقابل ثلاثة خيّم في الموزوبية وأربعة في مترفة.