يعتبر الطريق الوطني رقم 23 في محوره العابر لولاية الأغواط، لاسيما الجزء الرابط منه بين عاصمة الولاية وآفلو (100 كلم شمال الأغواط)، نقطة سوداء لازالت تحصد الكثير من الأرواح، وذلك ما تؤكد عليه حوادث المرور المتكررة المسجلة بهذا المحور. ويمتد هذا الطريق على مسافة إجمالية قوامها 165 كلم بداية من الأغواط إلى غاية الحدود مع ولاية تيارت مرورا بآفلو إذ لا توجد من مجموع هذه المسافة سوى 20 كلم مزدوجة. وتشير إحصائيات مصالح الحماية المدنية إلى أنه وخلال السداسي الأول من سنة 2016 وقع 48 حادث مرور خلف وفاة شخص واحد وإصابة 58 آخرين بجروح دون الأخذ في الحسبان حصيلة الضحايا الثقيلة للحادث الأخير. ظل انشغال إنجاز إزدواجية هذا الطريق مرفوعا دائما من قبل سكان المنطقة وتكرر طرحه على عدة مستويات خصوصا بالمجلس الشعبي الولائي وفي الزيارات التي قادت وزراء القطاع للجهة. وقد تحول هذا الإنشغال في الفترة الأخيرة سيما بعد حادثي مرور سبتمبر 2014 ويونيو 2016 تحديدا إلى مطلب ملح تبنته جميع الأطراف من مسؤولين محليين ومنتخبين وممثلي المجتمع المدني. وفي هذا السياق وجه عدد من رؤساء الجمعيات والأعيان ببلدية آفلو نداء مستعجلا إلى السلطات العليا في البلاد لأجل التكفل بهذا المطلب وتوقيف المجازر المرورية التي تحدث بهذا الطريق و بوتيرة متزايدة . وتتفق شهادات جرحى حوادث المرور وتصريحات مستعملي طريق آفلو - الأغواط على السرعة الجنونية التي يقود بها سائقو الحافلات وغالبيتهم من الشباب مع طبيعة الطريق الضيقة والتي لا تستوعب أكثر من وضعيتين في أحسن الأحوال. وقد أثبتت التحقيقات أن سرعة الحافلة التي تسببت في كارثة سبتمبر 2014 كانت قياسية وأدين السائق وقتها بعشر سنوات حبسا وعقوبات أخرى عن جنحة القتل الخطأ بواسطة مركبة من الوزن الثقيل للنقل الجماعي تحت تأثير المخدرات . ومن المفارقات أن منطقة الجدر هي أكثر النقاط مسرحا لحوادث المرور بل ولأكثرها حصدا للأرواح، حيث أن حادث جوان 2016 وقع بالقرب من مكان حادث سبتمبر 2014. ففي هذا الموقع المتميز بكثرة المنعرجات والخطوط المتصلة إلى جانب ضيق الطريق وعوامل وأخرى دائما ما تصنع مشاهد تراجيدية ضحاياها الركاب من مختلف الأعمار. ورغم الإشارات التوجيهية والتحذيرية التي بادرت مديرية الأشغال العمومية بتكثيفها بهذه المقاطع إلا أنها لم تحل دون وقوع مآسي إرهاب الطرقات . ومن جهتها ذكرت مصالح مديرية الأشغال العمومية لولاية الأغواط أن الدراسة المتعلقة بمشروع إزدواجية الطريق المذكور انطلاقا من الأغواط وصولا إلى التجمع السكاني حسيان الذيب تجاوزت ما نسبته 60 في المئة سيتم تسلمها في القريب.