تعرف مرتفعات تيكجدة هذه الأيام إقبالا منقطع النظير من طرف السياح، الذين هم مع موعد مع السياحة والتجوال وفرصة التعرف على الثروة الحيوانية والنباتية التي تزخر بها الحظيرة الوطنية لجرجرة. وتشجع الحالة الجيدة للطريق المؤدي إلى تيكجدة مستعمليها على السير براحة واطمئنان وأمان مرورا بحيزر التي يمكن اعتبارها الموضع السياحي المتقدم لتكجدة، نظرا لما تتوفر عليه من بساتين غناء لشتى الأشجار المثمرة وحقول الزيتون والأشجار الغابية الأخرى وافرة الظل، وهو ما يمتع السائح على طول امتداد بصره إلى أن يصل إلى مفترق الطرق باسليم، حينها يجد هذا الزائر نفسه مخيرا مابين مسلكين كلاهما ممتع ورائع، وإن كان المسلك القديم الذي تجري به إعادة تأهيل الطريق هو الأكثر جاذبية ومتعة للسواح، حيث يقع البصر فيه على مناظر طبيعية تجبر على التوقف خاصة أمام ذلك المنبع المائي الطبيعي ومياهه المتدفقة من باطن جرجرة، وهذا قبل الوصول إلى موقع المصاعد الميكانيكية بأعالي جرجرة التي كثيرا ما تعرف حشودا كبيرة للزوار والرياضيين، وحيث الأرضية المستوية التي تتدفق عليها مياه الثلوج الذائبة من أعالي القمم والكهوف. وتعتبر ضفة الطريق الثاني الجديد المشرفة على السماش، ومن خلالها ذلك المنظر من علو نحو أكثر من ألف متر المطل على سد تيلسديث هي الأخرى لوحة أو واجهة سياحية تحكي في صمت أسرارا خفية عن المنطقة عبر الأحقاب التاريخية، ومن بينها آثار لازالت قائمة إلى يومنا هذا عن قرية كاملة كانت قد شيدت عند الصعود إلى تكجدة ولم تبق منها سوى بعض الأطلال. وغير بعيد، تتوسط تكجدة بنايات شامخة هي المركز الوطني للرياضة والتسلية والترفيه الذي يتوفر على طاقة استيعاب قدرها 254 غرفة التي تجعل منه هيكل استقبال هام للسواح والرياضيين، ويتوفر هذا المركب على مرافق وهياكل تقدم خدمات رفيعة المستوى للزبائن، إضافة إلى فندق جرجرة بسعة200سرير وكذا (شالي) الكاف بسعة 80 سرير، كما أن هناك هياكل أخرى متمثلة في بيت الشباب (72 سريرا) و(الشالي) الأخضر (16 سريرا). وبالنظر إلى موقع تكجدة في قلب الحظيرة الوطنية لجرجرة التي تمتد على طول سلسلة جبال جرجرة بين ولايتي البويرة وتيزي وزو مشكلة مناظر طبيعية خلابة ومناخا مناسبا للاستجمام وتضاريس مناسبة لممارسة الرياضات الجبلية ولجعل المنطقة أكثر قابلية لاحتواء النشاطات السياحية، فقد تم تسجيل عملية لتهيئة تكجدة في إطار مخطط شغل الأرض فيما تم كذلك اقتراح تصنيفها كمنطقة للتوسع السياحي. وبعدما صارت منطقة تكجدة قبلة السواح ومقصد الزوار من كل حدب وصوب وتؤمها حتى الوفود الأجنبية، كان لا بد من مرافقة هذا التدفق والإقبال للوافدين على هذا الموقع السياحي بما يضمن أمن وسلامة المترددين.